في أروقة مركز الحياة للتعافي بمحافظة ذي قار، يزداد أعداد المدمنين وضحايا المخدرات، فضلاً عن "المرضى النفسيين"، في وقت تشكو منه المؤسسات الصحية من فقر حاد بالكفاءات الطبية.
معاون مدير مركز الحياة للتعافي الدكتور إبراهيم صفاء الصائغ كشف لمنصة "الجبال" عن أن "المركز وهو الجهة الوحيدة المتخصصة في معالجة الأمراض النفسية والإدمان والتابع لوزارة الصحة استقبل خلال الربع الأول من عام 2025 نحو 642 مريضاً يعانون من اضطرابات نفسية - بمعدل يقارب 7 حالات يومياً - بالإضافة إلى 149 حالة إدمان على المخدرات، بمعدل حالتي إدمان يومياً تقريباً".
وأوضح الصائغ أن "الفئة العمرية الأكثر تضرراً هي الشباب في العشرينيات لا سيما فيما يتعلق بالإدمان"، مشيراً إلى أن "الاضطرابات النفسية ترتبط إلى حد بعيد بالقسوة المعيشية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، مما يدفع كثيرون إلى أتون المرض النفسي أو التعاطي كمهرب مؤقت من الألم".
نقص الكوادر
ورغم هذا التصاعد اللافت فإن محافظة ذي قار التي يناهز عدد سكانها أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف نسمة، لا تمتلك سوى أربعة أطباء نفسيين فقط وهو رقم بعيد جداً عن المعدلات العالمية وفق المعايير الصحية ويتطلب وجود طبيب نفسي واحد لكل 10 آلاف نسمة، مما يعني أن المحافظة تحتاج إلى ما لا يقل عن 230 طبيباً نفسياً لتغطية احتياجات سكانها بالشكل الأمثل.
في هذا السياق، يشير الصائغ إلى أن "الكوادر الطبية الموجودة لا تقتصر مهامها على معالجة المرضى النفسيين فقط، بل تمتد إلى معالجة المدمنين أيضاً".
من جانبه، أشار نقيب أطباء ذي قار الدكتور عبد الحسن النيازي إلى أن "قلة عدد الأطباء النفسيين يعود إلى ضعف الإقبال على التخصص إذ يُعد من أكثر التخصصات صعوبة وأقلها جذباً للطلبة".
وأضاف النيازي أن "الطالب يحتاج إلى تحفيز وتشجيع لدخول هذا المجال من خلال زيادة عدد المقاعد الدراسية وتوفير الحوافز المادية والمعنوية دون خطوات جدية على هذا الصعيد، ستبقى فجوة النقص تتسع عاما بعد آخر".
وفي وقت سابق، كشف موجز احصائي حول خدمات الرعاية الصحية النفسية في العراق صادرة عن قسم البحوث التابع لمجلس النواب العراقي عن أن "العراق بحاجة إلى 1507 طبيب نفسي و1854 ممرض نفسي و 582 باحثاً نفسياً و 2486 سريراً لمرضى الصحة النفسية، أما ذي قار فهي بحاجة إلى 37 باحثاً نفسياً و 118 ممرضاً نفسياً و 163 سريراً".
