علماء يكتشفون رابطاً غامضاً بين النَفَس والبصر.. هل يؤثر التنفس على رؤيتنا للعالم؟

3 قراءة دقيقة
علماء يكتشفون رابطاً غامضاً بين النَفَس والبصر.. هل يؤثر التنفس على رؤيتنا للعالم؟ تعبيرية

كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود علاقة وثيقة بين عملية التنفس والبصر، وأظهرت أن حجم الحدقة يتغير تلقائياً بالتزامن مع دورة التنفس.

 

وأكدت الدراسة التي نشرها موقع "PsyPost "، أن الحدقة البشرية في حالة تكيف مستمر، وتستجيب للعوامل البيئية والفسيولوجية معاً، وتلعب دوراً حاسماً في جودة الإدراك البصري، مثلاً: "الحدقة المتسعة تساعد في تمييز الأشياء المرئية ضعيفاً، وخاصة بالرؤية المحيطية، بينما تحسّن الحدقة الضيقة وضوح الصورة، مما يعزز أداء مهام مثل القراءة".

 

هذا الانعكاس موثوق لدرجة أن الأطباء يستخدمونه لتقييم وظائف الدماغ. وإذا لم تستجب الحدقة للضوء، فقد يشير ذلك إلى حالة صحية تهدد الحياة، وفقاً للموقع.

 

لكن حدقة العين لا تتفاعل مع الضوء فقط. فهي تتضيق عندما نركز على شيء قريب، وتتسع استجابة للنشاط الفكري المكثف أو الإثارة العاطفية. لهذا، غالباً ما يستخدم حجم الحدقة في الأبحاث النفسية والعصبية كمؤشر على الجهد الذهني وزيادة الانتباه.

 

وعلى مدى عقود، كانت هذه الأنواع الثلاثة من استجابة الحدقة هي الوحيدة التي كان العلماء متأكدين من وجودها، لكن مؤخراً، اكتشف الباحثون من معهد "كارولينسكا" في ستوكهولم وجامعة "خرونينجن" في هولندا أن "التنفس هو الاستجابة الرابعة".

 

"وجد العلماء أن الحدقة تميل إلى التوسع أثناء الزفير، والتضيق في بداية الشهيق، على عكس استجابات الحدقة الأخرى، تحدث هذه الاستجابة بشكل مستمر"، وأكد علماء الفسيولوجيا في سلسلة من خمس تجارب شملت أكثر من 200 شخص أن حجم الحدقة يتغير بالتزامن مع التنفس، وفقاً للموقع.

 

وكان هذا التأثير مفاجئاً في ثباته، على سبيل المثال، حاول المشاركون في التجارب التنفس فقط عبر الأنف أو الفم، وتنظيم معدل التنفس وإبطائه أو تسريعه، وفي جميع الحالات، لوحظ نفس النمط، حيث ظل حجم الحدقة في أصغر حالاته في بداية الشهيق، وبقي في أكبر حالاته أثناء الزفير.

 

هذا الاكتشاف يشير إلى وجود صلة أعمق بين التنفس والجهاز العصبي مما اعتقد العلماء سابقاً، والسؤال الرئيس هو ما إذا كانت هذه التغيرات الطفيفة في حجم الحدقة تؤثر على كيفية رؤية الإنسان للعالم؟!.

 

يذكر أن تقلبات حجم الحدقة أثناء التنفس تبلغ أجزاء من المليمتر فقط، وهي أصغر من استجابة الحدقة للضوء. مع ذلك، فإن حجم هذه التقلبات كبير نظرياً بما يكفي للتأثير على إدراكنا البصري، تماماً كما تُستخدم استجابة الحدقة للضوء كأداة تشخيصية، فإن التغيرات في العلاقة بين حجم الحدقة والتنفس قد تكون علامة مبكرة على الاضطرابات العصبية.

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 15 أبريل 2025 09:05 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.