تحدّث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين 7 نيسان 2025، عن العلاقات العراقية – السورية، في ظل التغييرات الأخيرة التي حصلت في سوريا، وتوقع إمكانية الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني بتجاوز الخلافات، مشيراً إلى إمكانية انضمام سوريا إلى مشروع طريق التنمية.
وقال فيدان في لقاء متلفز تابعته "الجبال": "أرى أن رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني يمكن أن يظهرا نضجاً ويتجاوزا المشكلات التي يسجلها التاريخ القريب، لتطوير مستقبل الدولتين ومكافحة الإرهاب المتمثل بداعش".
"الشرع لا يشكّل خطراً"
وأضاف فيدان، "أرى أن رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع لا يشكّل أي خطر في المنطقة، ويجب تخلي العراق عن رؤية أن سوريا تشكّل تهديداً عليه".
وتابع، أنه "في الثامن من ديسمبر [كانون الأول] ظهر وضع جديد في سوريا، وأظهرنا توقعاتنا وذهبنا إلى الشرع وأصدقائه وقلنا لهم يجب أن لا يشكّلوا خطراً على دول الجوار، مع احترام الأقليات والمشاركة في مكافحة الإرهاب بالمنطقة".
ولفت إلى أن "الشرع وسياسته لا يشكّلان أي خطر على دول المنطقة وبضمنها إسرائيل"، وفق تعبيره.
علاقات العراق وتركيا
وقال وزير الخارجية التركي، إن "علاقات العراق وتركيا تحمل جانباً لا يمكن الاستغناء عنه. العراق مرّ بأيام صعبة جداً خلال العشرين سنة الأخيرة".
ولفت إلى أن "الزيارة التي أجراها رئيس الجمهورية التركية إلى العراق جرى خلالها توقيع 27 اتفاقية"، مؤكداً أن "العلاقات التجارية والسياسية بين تركيا والعراق مهمة جداً، وعبر دعم هذه العلاقات سنحقق الأفضل".
وبيّن الوزير، أن "تركيا ترى أن المشاكل في العراق هي ملف مكافحة الإرهاب وملف حزب العمال الكوردستاني (بي كي كي) الذي يهدد تركيا، لكن لا تأثير له فيها، علماً أن التنظيم قد احتل الكثير من الأراضي العراقية ومنها سنجار، والحكومة العراقية تطور تدابيرها بهذا الصدد".
ولفت إلى أن "تحول العراق لساحة حرب مذاهب ليس من صالح تركيا التي تأمل تحقيق التنمية في العراق"، مشيراً إلى أن "آلية التنسيق بين تركيا والعراق تطورت كثيرا في مجال الملف الأمني".
ودعا فيدان، العراق، إلى "التعامل مع ملف الـ(بي كي كي) كما التعامل مع ملف داعش"، قائلاً: "ننتظر من العراق التعامل مع ملف (بي كي كي) كما تم التعامل مع ملف داعش، ونأمل أن يتم اتخاذ موقف بشأن (بي كي كي) الذي يحتل أراضٍ عراقية ويهرب المخدرات إلى البلاد".
وتابع، "إذا لم يكافح العراق الـ(بي كي كي) فسيكون هو المتضرر"، مبيناً أنه "بعد نداء أوجلان نأمل أن تصغي الأذان لهذا النداء وترك السلاح كما طلب قائد (بي كي كي)، وإذا حصل هذا الأمر فالجميع سيستفيد فائدة كبيرة بما فيهم العراق والكورد وسوريا".
العلاقات بين تركيا وأربيل
وقال وزير الخارجية التركي، إن "بلاده لديها علاقات جيدة مع أربيل ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، الذي يقوم بأدوار لحل مشاكل المنطقة والعراق، وشهدنا ذلك مراراً، سواء على صعيد مكافحة الإرهاب وقضية الطاقة وغيرها، ونأمل من أصدقائنا في السليمانية تطهير المنطقة".
وتابع فيدان، "يجب أن يحصل التركمان في العراق على جميع حقوقهم، ولا نتقبل معاملة التركمان بطريقة مختلفة عن المكونات الأخرى في العراق".
انضمام سوريا لطريق التنمية
وفي مجال الاستثمار ومشاريع الطاقة والتنمية بين العراق وتركيا، قال وزير الخارجية التركي، إنه "ما دام الاستقرار متحقق في العراق يمكن إحياء الكثير من مشاريع الطاقة بين العراق وتركيا".
ولفت إلى أن "مشروع طريق التنمية مهم، وسيجذب مسائل إيجابية فيما يخص الطاقة للعراق"، مبيناً أن "انضمام سوريا لطريق التنمية ممكن، وأراه أمراً جيداً".
وأضاف، أن "موارد البترول في جنوب العراق إذا أمكن ربطها بأوروبا عبر تركيا عن طريق مشروع التنمية، فسيفتح ذلك للعراق سوقاً كبيراً"، مبيناً أن "هناك الكثير من موارد الغاز الطبيعي في العراق، ما تزال غير مستثمرة. تركيا مستعدة بالقيام بأمرين في هذا الإطار، الأول هو استثمار موارد الطاقة العراقية غير المستثمرة حالياً، والآخر هو أن تكون سوقاً لتلك المنتجات العراقية".
وقال: "مستعدون لشراء الطاقة القادمة من العراق وإيصالها عبر الأراضي التركية إلى أوروبا"، مضيفاً أن "خط أنابيب جيهان بين العراق وتركيا لا يعمل منذ عام ونصف تقريباً، وهذا يكبد العراق خسائر كبيرة".