بين حذر وأمل.. ذي قار تشهد زيادة "طفيفة" بتدفق المياه نحو الفرات والغراف 

4 قراءة دقيقة
بين حذر وأمل.. ذي قار تشهد زيادة "طفيفة" بتدفق المياه نحو الفرات والغراف  بركة مائية في ذي قار

شهدت محافظة ذي قار خلال الساعات الماضية زيادة طفيفة في مناسيب مياه نهري الفرات والغراف، عقب إجراءات عاجلة اتخذتها وزارة الموارد المائية لتعويض النقص الذي شهدته المحافظة في الأيام السابقة، في وقت أعلنت فيه مديرية الموارد المائية عن إيقاف تام للمضخات الحكومية والأهلية للمساهمة في إيصال المياه إلى أبعد النقاط المحتاجة، لا سيما مناطق الأهوار.

 

وقال مدير الموارد المائية في ذي قار، هاشم محيبس، في تصريح لمنصة جبال، اليوم الأحد، إن منسوب مياه نهر الفرات عند المنطقة الحدودية بين محافظتي المثنى وذي قار من الجهة الغربية ارتفع إلى 44 سم، بعد أن كان مستقراً عند 41 سم خلال الأيام الماضية.

 

وأضاف أن نهر الغراف شهد أيضاً تحسناً ملحوظاً، حيث بلغ منسوبه من الجهة الشمالية للمحافظة 80 سم، مسجلاً ارتفاعاً بالمقارنة مع الأيام السابقة، مشيرا إلى أن هذه الزيادات جاءت على خلفية الإطلاقات المائية الجديدة التي وجهت بها الوزارة مؤخراً لتعزيز الواقع المائي في المحافظة.

 

أكد محيبس أن المياه المتدفقة نحو أهوار "الجبايش" سجّلت بدورها ارتفاعاً طفيفاً بعد ضخ كميات من مياه نهر دجلة عبر السدة الترابية الفاصلة بين قضاء "الجبايش" وقضاء "المدينة" جنوب شرق المحافظة، حيث تراوحت كميات المياه المتدفقة بين 17 إلى 19 متراً مكعباً في الثانية.

 

وأوضح أن منسوب المياه في أهوار "الجبايش" وصل إلى 95 سم بعد أن كان 94 سم، مع توقعات بمواصلة الارتفاع خلال الأيام المقبلة باستمرار الضخ والتحكم الذكي بالإطلاقات.

 

وفي خطوة تهدف إلى ضمان وصول المياه لأبعد نقطة في الشبكة المائية، أعلنت المديرية عن إيقاف شامل لجميع المضخات الحكومية والأهلية العاملة على الأنهر والجداول، وذلك لتقليل الهدر وضمان العدالة في توزيع المياه، خصوصاً للمناطق التي تعاني من شح مزمن.

 

وأشار محيبس إلى أن "المديرية تتابع بشكل يومي واقع المناسيب ومعدلات التدفق بالتنسيق مع الوزارة والدوائر ذات العلاقة، وأن التحسن المتدرج في الموارد المائية سيُسهم في دعم القطاع الزراعي والبيئي، خصوصاً في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية والجفاف".

 

من جانبه، حذّر الناشط البيئي إياد الأسدي، من تداعيات انخفاض الإطلاقات المائية المخصصة لمحافظة ذي قار، وتحديداً الأهوار مؤكداً أن هذا النقص الحاد تسبب بارتفاع خطير في نسب التراكيز الملحية بمناطق الأهوار.

 

وأوضح الأسدي أن الكمية القليلة من المياه الواصلة إلى قضاء الجبايش أدت إلى تسجيل تراكيز ملحية بلغت 2400 جزء بالمليون، وهي نسبة تُعد عالية جداً، خصوصاً في هذا الوقت من السنة حيث يفترض أن تشهد المنطقة تحسناً نسبياً في تدفق المياه خلال فصل الربيع.

 

وأشار إلى أن هذا الأمر ينعكس سلباً على الواقع المائي في الأهوار ويعرض السكان المحليين لمخاطر بيئية وصحية متزايدة، خاصة مع اعتمادهم الكبير على المياه لأغراض الشرب والزراعة وتربية الحيوانات.

 

وتترقب الأوساط الزراعية والبيئية في ذي قار تحسناً أكبر بالوضع المائي خلال الفترة القادمة، لا سيما مع بدء موسم الحصاد الزراعي، في حين تأمل الجهات الرسمية أن تسهم هذه الزيادة في إحياء الأهوار ودعم تنوعها البيئي والحفاظ على سبل العيش التقليدية لسكانها.

 

 

 

 

الجبال

نُشرت في الأحد 6 أبريل 2025 09:15 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.