في الذكرى الرابعة الثلاثين لصدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688، دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني المجتمع الدولي إلى الاستمرار في حماية الشعب الكوردي والدفاع عن حقوقه، مثمناً الموقف الذي حمى الكورد من "الإبادة" عام 1991.
ويصادف اليوم السبت الموافق 5 نيسان 2025، الذكرى السنوية الـ34 لصدور القرار الدولي الذي أدان الممارسات القمعية التي نفذتها حكومة البعث ضد الكورد عام 1991، وأدّى إلى إنشاء منطقة حظر طيران شملت مناطق إقليم كوردستان الحالية، ووضع حداً للهجمات والسياسة القمعية التي اتبعها النظام السابق برئاسة صدام حسين بحق أهاليها.
وقال مسرور بارزاني، في مدوّنة نشرها باللغة الإنكليزية على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، اليوم السبت: "لقد تضافر المجتمع الدولي لحماية شعبنا من الإبادة الجماعية عقب صدور قرار مجلس الأمن رقم 688 عام 1991. وبعد أربعة وثلاثين عاماً، لا يزال إقليم كوردستان ملاذاً للتعايش.. نشكر الأصدقاء الذين ساندونا، ونواصل دعمنا لأجل ازدهار وطننا".
وأعرب رئيس حكومة إقليم كوردستان عن "احترامنا وتقديرنا العميقين لدعم المجتمع الدولي"، داعياً إياه لأن "يستمر في حماية الشعب الكوردي، والدفاع عن حقوقه".
في 5 نيسان 1991، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 688، معرباً عن قلقه إزاء القمع السياسي للشعب العراقي، بما في ذلك أولئك الموجودين في كوردستان. وقد أدان المجلس ممارسات القمع، وطالب بأن "يضع العراق، كمساهمة في إزالة الخطر الذي يهدد السلم والأمن، حداً للقمع، ويحترم الحقوق الإنسانية لشعبه".
وأصر المجلس على أن "يسمح العراق بوصول بالمنظمات الإنسانية الدولية إلى المناطق المتضررة، وطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن السكان العراقيين والكورد المتضررين من قمع السلطات العراقية، باستخدام جميع الموارد الممكنة لتلبية احتياجات السكان. كما طالب العراق أن يتعاون مع الأمين العام والمنظمات الدولية للمساعدة في جهود المعونة الإنسانية".
واستخدمت دول فرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة القرار 688 لإنشاء مناطق حظر الطيران العراقية من أجل حماية العمليات الإنسانية في العراق، على الرغم من أن القرار لم يشر صراحة إلى مناطق حظر الطيران.
وتصف حكومة إقليم كوردستان هذا القرار بـ "المهم" و "التاريخي"، وترى أن "كان له الدور المحوري في إنشاء منطقة حظر جوي، أدى إلى كبح جماح الهجمات والظلم والقمع الذي كان يمارسه النظام البعثي، إذ أسهم القرار في حماية إقليم كوردستان من إبادة جماعية جديدة وذلك بعد أن استجاب المجتمع الدولي لاستغاثات شعبنا ونداءاته، وهو ما مهد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ناجحة نتج عنها تشكيل حكومة إقليم كوردستان".
وهي تقول إن "القرار 688 جسد علامة فارقة، ونقطة تحول حاسمة، في مسيرة نضال شعب كوردستان وكفاحه في سبيل نيل حقوقه المشروعة".