بين الحلّاوي والخستاوي: كاميرا "الجبال" تزور بساتين التمور في المشخاب.. وحديث عن تحديات زراعة النخيل 

3 قراءة دقيقة
بين الحلّاوي والخستاوي: كاميرا "الجبال" تزور بساتين التمور في المشخاب.. وحديث عن تحديات زراعة النخيل  نخيل عراقي (الجبال)

مع حلول موسم تلقيح النخيل، يواجه مزارعو قضاء المشخاب، جنوبي محافظة النجف، تحديات كبيرة تتعلق بعملية التلقيح وتوفير مستلزمات العناية بالنخيل، في ظل تراجع أعداد الأشجار وانتشار أصناف محدودة، مما يهدد الإنتاج المحلي للتمور.

 

وفي هذا السياق، أجرت منصّة "الجبال" مقابلة مع أحمد الفيادة، صاحب بستان وناشط بيئي، للحديث عن أهمية تلقيح النخيل، وسبل تطوير الزراعة، والتحديات التي تعرقل نمو هذا القطاع الحيوي.

 

 

التلقيح.. عملية ضرورية تواجه تحديات متزايدة

الفيادة قال: "يعد العراق من أبرز الدول التي تمتلك أصنافاً متنوعة من النخيل، حيث تشتهر كل منطقة بزراعة أنواع محددة. فمثلاً، كانت البصرة تضم في السابق أكثر من خمسة ملايين نخلة، لكنها فقدت معظمها بسبب الحروب، لتصل إلى 400 ألف نخلة فقط، مع هيمنة صنف الساير بنسبة 90%".

 

 

أما في الفرات الأوسط، فتنتشر أصناف مثل الزهدي، الخضراوي، الشكر، الحلاوي، العمراني، والخستاوي، وتبدأ عملية التلقيح في العراق بين الأول من آذار/مارس وحتى الأول من أيار/مايو، مع تقدم البصرة على بقية المحافظات بفارق 15 يومًا نظراً لارتفاع درجات الحرارة فيها، يضيف الفيادة.

 

تلقيح النخيل.. مهنة تتلاشى

وأشار الناشط البيئي إلى، أن "التلقيح اليدوي للنخيل ضرورة ملحّة، نظراً لكونه شجراً أحادي الجنس، ما يستوجب نقل (الشراميخ) الذكرية إلى (الشراميخ) الأنثوية يدوياً. إلا أن هذه العملية تواجه عدة تحديات، وأبرزها:

 

 

ارتفاع الأشجار: يصل ارتفاع معظم النخيل في العراق إلى ما بين 10 و20 متراً، ما يجعل الوصول إليه صعباً على المزارعين.

 

ندرة الملقّحين: مهنة تلقيح النخيل أصبحت شبه مندثرة، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الأصناف التجارية الأربعة الأبرز في العراق: الحلاوي، الساير، الزهدي، والخستاوي.

 

مشاكل نقل اللقاح: رغم توفر اللقاحات في البساتين، فإن إيصالها إلى الأشجار المرتفعة يمثل تحدياً كبيراً، ما يؤثر على جودة الإنتاج.

 

 

النخيل والأمن الغذائي العراقي

يشدد الفيادة على أن "النخيل لا يُعد مجرد مصدر غذائي، بل يمثل عنصراً أساسياً في الأمن الغذائي العراقي، خاصة في ظل الأزمات والتوتّرات التي تشهدها المنطقة.

 

ويضيف: "خلال فترات الحصار، أثبتت الزراعة أهميتها في تأمين الغذاء، وكان من يملك نخلة وأرضاً زراعية أكثر قدرة على تجاوز الأزمات مقارنة بالآخرين. ولهذا، أدعو جميع المزارعين إلى إعادة زراعة بساتينهم، لأن النخيل ليس فقط مصدراً غذائياً، بل هو غطاء نباتي يحمي أشجار الحمضيات وغيرها من المحاصيل".

 

الجبال

نُشرت في الجمعة 4 أبريل 2025 01:01 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.