(تعبيرية)
عروض "مغرية" عبر مواقع التواصل لاستقطاب الزبائن، هكذا بات عمل بعض مراكز التجميل غير المرخصة، التي وبحسب مسؤولين في المجال الصحي تشكّل 80% من إجمالي مراكز التجميل على مستوى العراق.
وفي تسليط الضوء أكثر على ملف مراكز التجميل غير المرخصة، سجّلت محافظة النجف مؤخراً، تعرض أكثر من سيّدة لحروق وتشوّهات وتداعيات صحيّة، بعد زيارة مراكز تجميل في المحافظة، واستخدام أشعة الليزر لإزالة الشعر داخل تلك المراكز.
يُسرى الشمري، إحدى ضحايا مراكز التجميل غير المرخصة في النجف، روت لمنصّة "الجبال"، قصّة تعرض وجهها لحروق بعد زيارتها لأحد مراكز التجميل في المحافظة، والتي أشارت إلى أنها "راجعت قبل أيام أحد المراكز التجميلية في المدينة ولم تكن تعلم أن المركز غير مرخص، حيث لجأت إليه بعد أن شاهدت إعلاناته على مواقع التواصل الاجتماعي".
وقالت الشمري: "بدأت إحدى العاملات في المركز باستخدام أشعة الليزر على وجهي بهدف إزالة الشعر الزائد، وشعرت بعدها وكأن النيران تلتهم وجهي، ثم بدأت أعاني من حكة مستمرة في الوجه؛ ليتبيّن فيما بعد أنها حروق نتيجة الاستخدام الخاطئ لأشعة الليزر".
وأضافت، "تقدمت بشكوى قانونية ضد المركز، خصوصاً بعد أن تبين لي وجود العديد من الحالات المشابهة لحالتي، وكانت ليست حروق في الوجه فحسب، بل في أجزاء أخرى من الجسم أيضاً، جراء استخدام أشعة الليزر بشكل غير صحيح وخاطئ داخل تلك المراكز لضحايا أخريات".
وتحدثت سيّدة أخرى – رفضت الكشف عن اسمها – عن تعرضها لحروق في الوجه بعد خضوعها لجلسة إزالة الشعر بالليزر في أحد مراكز التجميل النسائية في النجف.
وقالت السيّدة لمنصّة "الجبال"، إنه "تم استقطابي عبر إعلانات على تطبيق (انستغرام) وكان ترويجاً لعروض بأسعار (مغرية)، حيث دفعت 50 ألف دينار للجلسة الواحدة، لكنني تفاجأت لاحقاً بظهور بقع حمراء وتشوّهات في وجهي، مما اضطرني لمراجعة طبيب متخصص وإنفاق نحو نصف مليون دينار للعلاج".
الصحة تنفي
وبعد اطلاع "الجبال" على تلك الحالات، تم التواصل مع صحة المحافظة، للوقوف عند التدابير اللازمة إزاء تلك المراكز، وما إذا كانت هناك إحصائية بعددها، لكنها نفت وجود مراكز تجميل دون أطباء متخصصين.
وأكد مدير إعلام دائرة صحة محافظة النجف، ماهر العبودي، في تصريح لمنصّة "الجبال" أن "جميع المراكز التخصصية التي تعمل بالأشعة الليزرية تخضع لمراقبة وإشراف مباشر من قبل مديرية الصحة في النجف".
وأضاف العبودي، أن "المراكز التجميلية لا يمكنها ممارسة عملها إلا بوجود أطباء متخصصين، خاصة بعد قرارات وزارة الصحة بمنع أطباء التخدير من استخدام الفيلر والمواد التجميلية".
وأشار العبودي إلى، "وجود تنسيق عالٍ بين الجهات الأمنية والصحية، لا سيما قسم التفتيش، لمراقبة المراكز المخالفة واتخاذ إجراءات صارمة تصل إلى الإغلاق".
80% من مراكز التجميل غير مرخصة؟
وكشفت نقابة الأطباء في النجف، عن أن 80% من مراكز التجميل على مستوى العراق، تعمل دون ترخيص.
وقال مسؤول قسم الإشراف في النقابة مصطفى عبد الكريم، إن "عدد المراكز التجميلية المرخصة التي يعمل فيها أطباء من ذوي الاختصاص، لا تتجاوز نسبتها 20% من إجمالي المراكز التجميلية على مستوى العراق، بينما تعمل النسبة المتبقية دون تراخيص أو إشراف طبي".
وأشار عبد الكريم إلى، أن "النجف كانت من أوائل المحافظات التي تصدّت لفوضى مراكز التجميل، حيث تم تشكيل لجان مشتركة من نقابة الأطباء وقسم التفتيش في دائرة الصحة ومديرية الجريمة المنظمة والأمن الوطني، مما أسفر عن إغلاق عدد كبير من المراكز غير المرخصة وإحالة بعضها إلى القضاء".
وأكد، أن "النقابة تلقّت العديد من الشكاوى المتعلقة بمضاعفات صحية خطيرة، من بينها حروق وتشوهات جلدية، وتم توثيقها رسمياً واتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين".
