"على السوداني تبرئة نفسه".. رسائل سياسية إلى رئيس الحكومة ودعوات لإقالة رئيس الوقف السُني بعد ضجّة العيد

7 قراءة دقيقة
 "على السوداني تبرئة نفسه".. رسائل سياسية إلى رئيس الحكومة ودعوات لإقالة رئيس الوقف السُني بعد ضجّة العيد رئيس ديوان الوقف السني (فيسبوك)

"منع إقامة صلاة العيد في المساجد اليوم"

أثار تحديد موعد عيد الفطر ثم منع إقامة صلاة العيد اليوم الأحد 30 آذار 2025 في المساجد العراقية، ردود أفعال غاضبة في الشارع العراقي والأوساط السياسية، وذلك بعد الإرباك الذي حصل جراء تضارب البيانات بين ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي وهيئة علماء المسلمين في العراق ودار الإفتاء العراقية، بشأن موعد عيد الفطر، حيث أعلن الديوان والمجمع الفقهي أن يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر، وذلك على العكس من إعلان دار الإفتاء وهيئة علماء المسلمين، وهو أن الأحد أول أيام عيد الفطر.

 

هذا التضارب، أدى إلى انقسام الآراء بشأن الاستمرار في الصيام يوم الأحد 30 آذار من عدمه، حتى أن بعض المساجد في بغداد والأنبار ونينوى ومحافظات أخرى، كانت قد بدأت بتكبيرات وتهليلات العيد.

 

وفي أعقاب ذلك، انتشر مقطع صوتي منسوب لمدير مكتب رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي، يوجه فيه أئمة المساجد بـ"عدم إقامة صلاة العيد اليوم الأحد كونه متمماً لرمضان، وأن من سيخالف سيتعرض للمساءلة والمحاسبة"، وذلك بناء على تبليغ رسمي، على حدّ قوله.

 

التوجيه، أثار غضباً شديداً وردود فعل رافضة لإجراء غلق المساجد ومنع إقامة صلاة العيد فيها، الأمر الذي دفع بعض الأطراف إلى إطلاق دعوات لـ"إقالة رئيس ديوان الوقف السني".

 

السياسي العراقي ظافر العاني، علق على منع إقامة صلاة العيد في المساجد العراقية، مطالباً في الوقت ذاته بـ"إقالة رئيس ديوان الوقف السني".

 

وقال العاني في تدوينة تابعتها "الجبال"، إنه "في رئاسة المالكي الثانية أغلقت مساجد السنة مراراً بما فيها جامع الإمام الأعظم، فدفع بعدها ثمناً سياسياً متمثلاً برفضنا استيزاره مرة أخرى".

 

وأضاف، "وعلى رئيس الوزراء التبرؤ مما نسب إليه بإرغامه الوقف السني على تبني يوم محدد مسبقاً لعيد الفطر ولا أجد سبيلاً إلا بإقالة رئيس الوقف السني".

 

من جانبه، دعا السياسي العراقي حيدر الملا، هو الآخر، إلى "إقالة رئيس ديوان الوقف السني"، على خلفية قضية موعد عيد الفطر.

 

وقال الملا في تدوينة تابعتها "الجبال"، "أكبر خطيئة يرتكبها الحاكم عندما يتقاطع مع أنماط وعادات المجتمع. حركة الاخوان في مصر غلقت شارع الهرم وهو نمط اجتماعي فسقطوا اجتماعياً".

 

وأضاف، أن "النظام السابق في العراق اخطأ بالتصدي للممارسات الحسينية وهي نمط اجتماعي وليس فقط عقائدياً فخسر جنوب العراق بأكمله. واليوم وفي حكومة شياع [السوداني] ارتكبت كارثة غلق المساجد والتصدي لسلوك اجتماعي وليس فقط عقائدي بمنعهم من أداء مناسك صلاة العيد"، مبيناً أن "إقالة رئيس الوقف مطلب شعبي، يرفع عنك مسؤولية ما حدث".

 

كذلك النائب عن كتلة "العزم" النيابية، محمود القيسي، أشار إلى أن رئيس ديوان الوقف السني هو من يتحمل "مسؤولية انقسام العائلة الواحدة" و"غلق المساجد"، في تعليق حول القضية.

 

وقال القيسي في تدوينة تابعتها "الجبال"، إن "من يتحمّل مسؤولية انقسام العائلة الواحدة بين صائم ومفطر، ومسؤولية غلق المساجد بوجه المصلين، وتعطيل شعيرة صلاة العيد؛ هو رئيس ديوان الوقف السني".

 

وأضاف، "كما أن من يتحمّل مسؤولية استمرار بقائه على رأس هذه المؤسسة الدينية العراقية المهمة بعد الفتنة هو السيد رئيس الوزراء".

 

وفي رسالة إلى رئيس الوزراء، قال القيسي: "أعلن نيابة عن كتلة العزم البراءة من مشعان الخزرجي ونطالب بإقالته فوراً، وإلزامه بتقديم الاعتذار إلى سنة العراق؛ جرّاء ما بدر منه من تقصير وفتنة وتعطيل لشعائر الله؛ التي لم تحدث على مدار أكثر من 1400 عام".

 

ولفت إلى أنه "ابراءً لذممهم أمام الله، نطالب بقية الكتل السنية المحترمة أن يعلنوا براءتهم منه ويرفعوا الدعم السياسي عنه أمام جمهورهم، وأمام رئيس الوزراء؛ ومن لا يستطع ذلك عليه أن يعلن موقفه منه صراحة أمام الرأي العام".

 

رسالة إلى السوداني

من جانبه، طالب السياسي مشعان الجبوري، بإقالة رئيس ديوان الوقف السني، فيما وجه رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

 

وقال الجبوري في تدوينة تابعتها "الجبال"، وجاء فيها: "الأخ دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الموقر.. أيامكم سعيدة مع أطيب التمنيات لكم بأيام مباركة، متمنين أن يحلّ علينا العيد القادم وقد أعدتم الوقف السنيّ إلى أهله، كما كان عبر التاريخ".

 

وتابع: "دولة الرئيس، هل استطاع أيّ حاكم في العراق – عبر السنين – أن يُجبر الشيعة على أن يُعيّدوا مع أهل السنّة، أو أن يُلزم السنّة بالعيد وفق رؤيةٍ أخرى؟. أليس من الثوابت أن كل طائفة كانت تُعيّد وفق فتوى مراجعها، دون تدخل أو إكراه؟. إذا كنا سنستثني اعتباركم مسؤولين عن (قانون عيد الغدير) الذي أقره البرلمان في عهدكم وجعله عطلة رسمية مفروضة على الجميع، فإن شعوراً قوياً يخيم على أهل السنّة بأن محاولة مشعان الخزرجي فرض (توحيد العيد) عليهم، ما كان ليجرؤ عليها دون موافقتكم أو إرضائه للدولة العميقة".

 

وأضاف، "وبذلك، تصبحون يا دولة الرئيس أول حاكم في تاريخ العراق تُغلق المساجد في عهده بوجه المصلين السنّة، لمنعهم من إقامة صلاة العيد، أترضون أن يُخلّد هذا في سجلّ تاريخكم؟".

 

واختتم تدوينته قائلاً إن "إقالة مشعان الخزرجي خطوةٌ ضرورية إذا كنتم حريصين على تبرئة ساحتكم من هذه الواقعة".

 

"سابقة مخزية"

وإلى الأنبار، علق رئيس "مؤتمر صحوة العراق" أحمد أبو ريشة، بشأن غلق المساجد ومنع إقامة صلاة العيد فيها، واصفاً الأمر بـ"السابقة المخزية".

 

وقال أبو ريشة في تدوينة تابعتها "الجبال"، في سابقة مخزية، أقدم الوقف السني على إغلاق المساجد أمام المصلين، لا لضرورة شرعية، بل إرضاءً لجهات معلومة، متذرّعاً بعدم رؤية الهلال، مع أن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن الخلاف بين الجهات ذات العلاقة كان مُسبقاً لإعلان العيد، وأن الإصرار على أن يكون العيد يوم الاثنين كان قائماً بصرف النظر عن المعايير الشرعية".

 

وأضاف، أن "المؤلم أكثر، أن أغلب هذه المساجد لم يتم بناؤها من أموال الوقف، بل شُيّدت بأموال المتبرعين الذين وقفوها لله، وتركوا أجرها عند رب كريم، ولا نفهم كيف يُفطر المسلمون في قبلة الإسلام، مكة المكرمة، بينما نُجبر نحن على الصيام في اليوم ذاته. فأي وحدة دينية هذه التي نتغنّى بها، وأي فوضى في إدارة الشعائ"، مضيفاً "بأي حق تُغلق المساجد، وبأي منطق يُمنع الناس من السجود فيها؟. المساجد بيوت الله، لا يملك أحد أن يصادر حق الناس فيها أو يغلقها لترضية طرفٍ أو لاعتبارات سياسية".

 

واختتم أبو ريشة تدوينة قائلاً: "أُحيّي الجماهير المؤمنة التي أدّت صلاة العيد في الحدائق العامة والساحات المفتوحة، وأسأل الله أن يتقبل منهم ويجزيهم خيراً، فقد أثبتوا أن الإيمان لا يُقيد بالأبواب".

 

 

الجبال

نُشرت في الأحد 30 مارس 2025 07:38 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.