(الجبال)
أثار تنفيذ مشروع بنى تحتية في منطقة العشّار، المركز التجاري لمدينة البصرة، والذي يشمل "شبكات مجاري، وماء، وكهرباء، وتبليط"، موجة غضب واستياء، بسبب قطع مئات الأشجار المعمّرة التي يعود عمر بعضها إلى قرن من الزمن، أثناء تنفيذ المشروع.
رغم أن هذه المشاريع تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية في المنطقة، إلا أن إزالة الأشجار المعمّرة أثار ردود فعل غاضبة في العشّار، واتهام الحكومة المحلية والشركة المنفذة للمشروع بـ"انتهاج سياسة عشوائية" في التطوير العمراني.
مدير بيئة البصرة وليد الموسوي، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "ما يحدث في منطقة العشّار يعكس غياباً تاماً للتخطيط البيئي السليم والتنسيق بين الجهات المعنية"، مؤكداً أن "الأشجار المعمّرة التي تم اقتلاعها لم تكن مجرد مظهر جمالي، بل كانت جزءاً أساسياً من النظام البيئي للمنطقة، حيث كانت تسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء وتقليل مستويات التلوث والحد من ارتفاع درجات الحرارة التي تعاني منها المدينة هذه الأشجار كانت تمثل درعاً طبيعياً يحمي البيئة والمجتمع من الآثار السلبية للتلوث".
وأضاف الموسوي، "ما نشهده اليوم من تدمير لهذه المساحات الخضراء هو نتيجة لقرارات عشوائية تنفذ دون دراسة بيئية وافية، ودون مراعاة للأثر طويل الأمد على صحة المواطنين ومستقبل المدينة. بدلًا من العمل على تكثيف المساحات الخضراء، نجد أن البصرة تتجه نحو التصحر".
محمد كاظم، أحد سكّان منطقة العشّار في البصرة، قال في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "هذه الأشجار لم تكن تعيق المشروع، وكانت درعاً يحمي بيئتنا، وتمت إزالتها دون تقديم أي بدائل حقيقية".
وأضاف، أن "ما يجري ليس مجرد إزالة عشوائية، بل هو تدمير للمساحات الخضراء في البصرة، المدينة التي تعاني من ارتفاع نسب التلوّث".
