أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، بأن حصيلة القتلى الفلسطينيين ارتفعت إلى 330، "غالبيتهم من الأطفال والنساء" جراء سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة الليلة الماضية.
ونقلت فرانس برس عن المدير العام للمستشفيات في الوزارة، محمد زقوت، قوله إن "وزارة الصحة أحصت صباح اليوم (الثلاثاء) أكثر من 330 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء ومئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة، جراء العدوان الإسرائيلي وسلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية على قطاع غزة" لافتاً إلى وجود "عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة".
فيما أفاد مصدران في حماس بمقتل وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة، اللواء محمود أبو وطفة، في الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية على القطاع. وهو كان يتولى مسؤولية الشرطة والأجهزة الأمنية بحكومة حماس في غزة، بحسب المصدرين واحدهما من وزارة الداخلية.
اتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته بـ"الانقلاب" على وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين في غزة منذ 19 كانون الثاني 2025، وقالت الحركة في بيان إنّ "نتانياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".
وأضافت أن "نتانياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول"، معتبرة أن القطاع يتعرّض "لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة".
وطالبت الحركة الفلسطينية "الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه".
وإذ دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى "تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة"، طالبت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار "يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه".
بالمقابل، قال مسؤول إسرائيلي إنّ الهجوم الواسع النطاق الذي شنته إسرائيل في قطاع غزة فجر الثلاثاء استهدف قيادة حماس وبنيتها التحتية وسيستمر "ما لزم الأمر".
ونقلت فرانس برس عن المسؤول، دون الكشف عن اسمه، أنّ الجيش الإسرائيلي "شنّ سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من الرتب المتوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية"، مشدداً على أنّ هذه العملية "ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسّع لأكثر من ضربات جوية".
وأعلن البيت الأبيض أنّ إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أن تشنّ سلسلة غارات واسعة النطاق على القطاع. وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، لشبكة فوكس نيوز إنّ "الإسرائيليين استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة"، مشدّدة على أنّه "كما أوضح الرئيس ترامب، فإنّ حماس والحوثيين وإيران وكلّ من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً - أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".
ذكرت إسرائيل أنّ الغارات الجوية الواسعة النطاق التي شنّتها على غزة فجر الثلاثاء "تأتي في أعقاب رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح" الرهائن المحتجزين في القطاع، متوعّدة الحركة الفلسطينية بضربات أشدّ في المستقبل.
وقالت الحكومة الإسرائيلية في بيان إنّ الغارات الجوية التي نفّذت بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس "تأتي في أعقاب رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح رهائننا ورفضها لكلّ المقترحات التي تلقّتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء"، مشدّدة على أنّ "إسرائيل ستتحرّك الآن ضدّ حماس بقوة عسكرية متزايدة".