يحتفل الصابئة المندائيون في البصرة كل عام بعيد البرونايا خلال الشهر الثالث، الذي يمتد لمدة خمسة أيام، ويعرف بـ"الأيام البيض". يُعد هذا العيد مناسبة دينية عظيمة تكتسب قدسيتها من ارتباطها العميق بالروحانية والطقوس الدينية التي توارثوها عبر الأجيال، ففي هذه الأيام، يحيي المندائيون طقوساً ترمز إلى الطهارة والبركة، ويُعتبر عيد البرونايا علامة على تجدد الروح والنقاء في حياتهم.
لؤي الخميسي، مسؤول إعلام الصابئة المندائيين، قال في حديث لمنصّة "الجبال" إن "عيد البرونايا (الأيام البيضاء)، يُعتبر من أعظم وأهم أعياد الديانة المندائية، حيث يستمر العيد لمدة خمسة أيام في البصرة، لتجتمع العوائل المندائية لأداء الطقوس التي تحمل معنى دينياً وروحياً عميقاً".
وأوضح الخميسي، أن "التعميد يشكّل الطقس الأساسي لهذا العيد، حيث ينزل المندائيون إلى الماء بعد تلاوة الترانيم الخاصة على يد رجال الدين. ويهدف هذا الطقس إلى تقليل خطايا الإنسان".
وأضاف، أن "التعميد ليس فريداً في الديانة المندائية فقط، بل هو طقس مشترك بين العديد من الأديان، كما هو الحال في الكنائس".
وأشار الخميسي إلى، أن "العيد يتضمن أيضاً تلبية النذور وتقديم الذبائح لذكرى أرواح الموتى، مما يضفي عليه طابعاً من البركة والتكفير الروحي".
من جهته، بيّن المواطن محمد جهاد في حديثه لمنصّة" الجبال" أن "عيد البرونايا يُحيى في البصرة وفقًا للتقويم الميلادي من 13 إلى 17 من الشهر الثالث (آذار). إلا أن تواريخ العيد تختلف سنوياً حسب التقويم الميلادي. في هذه الأيام المباركة، يرتدي المندائيون (الرستة) الكاملة المكونة من خمس أجزاء، والتي تمثل رمزاً للأيام المقدسة".
وتشمل الطقوس الدينية للصابئة المندائيين، الصلاة الجماعية، بالإضافة إلى "المصبتة" أو "الصباغة"، وتقديم "طعام الثواب" أو ما يُعرف بـ"اللوفاني"، فضلاً عن تلبية النذور وتوزيع الصدقات. وتُعد هذه الأيام فرصة لإحياء الأعمال الإنسانية الصالحة التي تعكس روح التعاون والرحمة.