علق مراقبون على إمكانية كسر الجمود السياسي والاقتصادي والتجاري، بين بغداد ودمشق بعد زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ولقائه مع عدد من المسؤولين العراقيين.
الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي، رأى في الحدث خطوة إيجابية وقال لمنصة "الجبال"، إنه "بالتأكيد زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد في هذا التوقيت تحمل دلالات سياسية مهمة، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة والتوجه نحو إعادة ترتيب العلاقات بين الدول العربية وسوريا بعد سنوات من العزلة".
وأضاف التميمي أنه "يمكن النظر إلى الزيارة من عدة زوايا أهمها كسر الجمود بين بغداد ودمشق لأن العراق وسوريا تجمعهما مصالح مشتركة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني على الحدود"، مردفاً: "لطالما سعت بغداد إلى لعب دور الوسيط بين دمشق والدول العربية الأخرى، بالتالي قد تكون هذه الزيارة خطوة لتفعيل الحوار بشكل أوسع، وقد يكون تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين دافعاً رئيسياً خاصة مع الحديث عن مشاريع إعادة الإعمار في سوريا".
نوّه التميمي إلى أن "العراق يحاول تحقيق توازن بين الأطراف الدولية الفاعلة، خاصة بين إيران والولايات المتحدة، كذلك بين المحور العربي وسوريا، وإن بعض الدول الإقليمية، مثل إيران وروسيا، تدفع باتجاه إعادة دمج سوريا في المشهد السياسي الإقليمي، وقد تكون هذه الزيارة جزءاً من هذا المسار"، بحسب تعبيره، و"بالمقابل، ما زالت الدول الغربية تتعامل بحذر مع نظام دمشق، لذا قد تكون هذه التحركات جزءاً من اختبار لردود الفعل الدولية".
وأكد الباحث والأكاديمي "الأهم هو أن الزيارة تمثل خطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات بين بغداد ودمشق، لكنها ليست بالضرورة مؤشراً على تحول جذري، بل تأتي ضمن توجه تدريجي لتطبيع العلاقات مع سوريا في ظل التغيرات الإقليمية المستمرة".
من جهته رأى الباحث في الشأن السياسي، نبيل العزاوي، أن "زيارة وزير خارجية سوريا لبغداد أتت لرسم خارطة طريق بين العراق وسوريا، وإنهاء مرحلة الدبلوماسية القلقة". وقال العزاوي لمنصة الجبال أن "العراق ثبّت موقفه الداعم لسوريا ولشعب سوريا، بشرطين أساسين: أولهما، حفظ حقوق المكونات والأديان وعدم التعرض لأي فئة من الشعب للقمع والاضطهاد، وثانيهما مكافحة الإرهاب والتطرف وبكل أشكاله".
وبحسب العزاوي فإن "العلاقة بين العراق وسوريا، يحكمها الدستور، والأعراف الدولية، والأواصر الأخوية بين الشعبين الشقيقين، كذلك جاءت الزيارة، لإزالة التوتر بين البلدين، والتهديدات المتبادلة، وبناء الثقة المبنية على التفاهم واحترام الآخر، وتقديم الضمانات. فاستقرار سوريا يعني استقرار المنطقة واستقرار العراق".
أكد العزاوي في حديثه للجبال أنه "لا توجد أية إملاءات خارجية لهذه الزيارة، فعراق اليوم ليس عراق 2014، ولديه من السياسة الذكية التي يتعامل معها وفق المصلحة العليا للبلاد".
وأمس الجمعة وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية أعلنت سابقاً وأرجئت لأسباب متعلقة بالبلدين. والتقى الشيباني لدى وصوله العاصمة العراقية وزير الخارجية فؤاد حسين ثم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومن بعده رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، حيث بحث معهم التطورات السياسية في سوريا والشرق الأوسط، والتهديدات التي تواجه البلدين الجارين في مقدمتها الإرهاب.