وائل هادي، مريض "نادر" يرقد في مستشفى اليرموك التعليمي ببغداد منذ 30 عاماً. في 3 أبريل 1995، أصيب وائل، البالغ من العمر 12 عاماً آنذاك، بفيروس "نادر" يسمى التهاب العضلات الصادم. تسبب هذا الفيروس في قطع الاتصال بين دماغه وجسمه، مما أدى إلى فقدانه القدرة على الحركة. كما أضعف الفيروس رئتيه، مما استلزم وضعه على جهاز التنفس الصناعي بشكل دائم.
منذ عام 1995، لم يغادر وائل المستشفى إلا مرة واحدة، وذلك أثناء سقوط نظام البعث، حيث تم نقله إلى مستشفى الشهيد عدنان بسبب تعطل الأجهزة، ثم عاد لاحقاً إلى مكانه في اليرموك.
على الرغم من عزلته عن العالم الخارجي، لم يستسلم وائل لليأس. فقد تعلم اللغتين التركية والإنجليزية من خلال الإنترنت ومشاهدة الأفلام والمسلسلات. وبسبب إقامته الطويلة في المستشفى، أصبح معروفًا لدى معظم الموظفين الذين يزورونه يومياً، على الرغم من تغيير العديد من الكوادر على مرّ السنين.
يصف الدكتور أزهر علاء، أخصائي العناية المركزة الذي يعتني بوائل منذ أربعة أشهر، حالته بـ"أنها نادرة". ومع ذلك، تم اكتشاف علاج محتمل في الولايات المتحدة، وهو جهاز صغير يعمل بالبطارية يتم زرعه عن طريق قسطرة في النفس، ويساعد على تنشيط الرئتين.
لا تزال الابتسامة تملأ وجه وائل، الذي قضى 30 عاماً في المستشفى دون ان يفقد الأمل، حيث قال لمنصّة "الجبال": إنه "يحب الحياة ويؤمن بالله أنه سيتلقى العلاج ويتعافى يوماً ما".