ارتفاع حصيلة المواجهات في سوريا.. والشرع للمقاتلين العلويين: سلّموا سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان

6 قراءة دقيقة
ارتفاع حصيلة المواجهات في سوريا.. والشرع للمقاتلين العلويين: سلّموا سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان أحمد الشرع

حضّ الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، المقاتلين العلويين في شمال غرب البلاد، على تسليم سلاحهم وأنفسهم "قبل فوات الأوان"، بالتزامن مع مواجهات دامية بين القوات الأمنية ومجموعات موالية للنظام بشار الأسد في اللاذقية، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع حصيلة أعمال العنف الدائرة منذ الخميس إلى 300 مدني علوي في المنطقة.

 

وقال الشرع، في خطاب بث على حساب الرئاسة السورية عبر منصة "تلغرام"، مساء الجمعة: "قد اعتديتم على كل السوريين وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان"، مضيفاً: "سنستمر بحصر السلاح بيد الدولة ولن يبقى سلاح منفلت".

 

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، بارتفاع حصيلة المواجهات الدائرة في سوريا منذ الخميس إلى 400 قتيل، وذلك خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في غرب البلاد.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "أعداد القتلى مرعبة والحصيلة البشرية حتى اللحظة تفوق 400 شخص"، مشيراً إلى أن "193 مدني قُتلوا في عدة مجازر في الساحل السوري وجبال اللاذقية في جبلة وبانياس وحماة. وأكثر من 200 مقاتل بينهم 90 من قوات الأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع جرى استهدافهم عبر حواجز بشكل منظم في عدة مناطق سورية".

 

اندلعت الاشتباكات بين مقاتلين علويين وعناصر من قوات الأمن السورية، الخميس الماضي، وهي تعدّ "الأعنف" منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024.

 

وأعلنت السلطات في سوريا الجمعة إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا)" عن مصدر في وزارة الدفاع قوله: "تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة".

 

ووصلت تعزيزات عسكرية الى المنطقة الساحلية، وبدأت "عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة" في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف "فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم"، وفق ما نقلت "سانا" عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.

 

وشمل التمشيط مدينة جبلة ومحيطها، حيث هاجم مسلحون موالون للأسد ليل الخميس رتلا لقوات الأمن، موقعين قتلى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة، تم إثرها فرض حظر تجول.

 

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أفراداً من قوى الأمن، بينهم أجانب، اقتحموا المنازل وأعدموا مدنيين بإجراءات موجزة، لا سيّما في مدينة بانياس.

 

ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها بعضا في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة يولولن في المكان.

 

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعا من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يريده قتيلاً.

 

ونقلت "سانا" عن مصدر أمني في وزارة الداخلية، قوله: "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن، توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل، مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية"، مضيفاً: "نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري"، من دون شرح ماهية الانتهاكات.

 

وتشهد محافظة اللاذقية توترات أمنية منذ أيام، لكنها اشتدت الخميس في قرية بيت عانا، حيث خاضت قوات الأمن اشتباكات مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش خلال حقبة الأسد سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر" والذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين.

 

واتهمت الاستخبارات السورية، الجمعة، "قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام البائد" بالوقوف خلف الهجمات في الساحل.

 

مواقف دولية

 

وأعرب المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، عن قلقه إزاء "التقارير المثيرة للقلق الشديد عن سقوط ضحايا من المدنيين" تستدعي "بشكل واضح ضرورة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف".

 

ودعت روسيا الى "التهدئة" ووضع حد لـ"سفك الدماء" في سوريا. وأكّدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا استعداد بلادها "لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع".

 

وحضّت وزارة الخارجية الألمانية كل الأطراف في سوريا على تجنّب "دوامة العنف"، وأعربت في بيان عن "صدمتها إزاء العدد الكبير للضحايا في المناطق الغربية في سوريا. ندعو كل الأطراف إلى السعي... لحلول سلمية والوحدة الوطنية والحوار السياسي الشامل والعدالة الانتقالية لتخطي دوامة العنف والكراهية".

 

من جهتها، أعربت الخارجية الإيرانية عن معارضتها الشديدة "قتل سوريين أبرياء وإلحاق الأذى بهم"، معتبرة ذلك "بمثابة تمهيد للطريق لنشر انعدام الاستقرار في المنطقة".

 

ودان الأردن كل محاولة "تستهدف أمن سوريا". وكتب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في مدونة على منصة "إكس"، "ندين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسيادتها وسلمها".

 

فيما أكدت السعودية وقوفها إلى جانب السلطات السورية في مواجهة "مجموعات خارجة عن القانون"، مؤكدة وقوفها "الى جانب الحكومة السورية في ما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي". وأكدت مصر وتركيا دعمهما للسلطات الجديدة. كما دانت الإمارات العربية المتحدة أعمال العنف.

 

ويشكل العلويون نحو 9% من سكان سوريا ذات الغالبية السنية. وشاركوا خلال حكم عائلة الأسد لأكثر من خمسة عقود، خصوصاً في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لطالما اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أي معارضة.

 

وشهدت مدينة اللاذقية في الأيام الأولى بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية تراجعت حدتها في الآونة الأخيرة. لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في الجيش السوري، وفق المرصد.

 

الجبال

نُشرت في السبت 8 مارس 2025 10:30 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.