أصدرت وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، تقريرها السنوي للكتلة المكونة من 27 دولة، بالإضافة إلى النرويج وسويسرا، موثّقة انخفاضاً في حركة اللجوء بنسبة 11% خلال العام الماضي 2024، حسب ما أفادت "اسوشيتد برس".
وبموجب قانون اللاجئين الدولي، يحق للأشخاص التقدم بطلب اللجوء عندما يفرون من الصراع أو الاضطهاد. عادة ما يتم رفض طلبات المهاجرين الذين يفرون من الفقر أو يبحثون عن فرص عمل أفضل.
أكثر من مليون طلب لجوء خلال عام
أشار التقرير إلى تقديم 1،014،000 طلب لجوء في الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا العام الماضي. وهذا أقل بنسبة 11٪ عن العام السابق. وفي حين ظلت ألمانيا الدولة الرئيسة التي يسعى إليها طالبو اللجوء، مع 237 ألف طلب، فقد شهدت الدولة أيضاً انخفاضاً بنسبة 29٪ في الطلبات مقارنة بعام 2023.
وكانت قضية الهجرة في طليعة مواضيع الانتخابات الألمانية الأخيرة، التي شهدت مكاسب تاريخية لليمين المتطرف واحتجاجات ضد تشريعات الحدود الأكثر صرامة.
وتبعت إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، ألمانيا، بحوالي 160 ألف طلب لكل منها. في حين تلقت قبرص واليونان أكبر عدد من الطلبات للفرد، مع طلب لجوء واحد لكل 140 مقيماً.
151000سوري تقدموا بطلبات للحصول على وضع اللاجئ
وبينما ظلوا الجنسية الأولى لطالبي اللجوء، حيث شكلوا 15٪ من إجمالي الطلبات، انخفض أيضاً عدد الطلبات السورية. فبعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب في سوريا، فتح سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد في أواخر عام 2024 الطريق لعودة ملايين المواطنين الذين لجأوا إلى الخارج.
وفي حين قام بعض اللاجئين السوريين بالفعل بالعودة من الدول المجاورة وسحب آخرون طلبات اللجوء الخاصة بهم، حذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنه ما لم تتحسن الظروف في البلاد، فقد لا يبقى الكثيرون في سوريا.
وكان الأفغان والفنزويليون من بين الجنسيات الأخرى الأكثر طلباً للجوء، بحوالي 87000 و74000 طلب على التوالي.
4.4 ملايين أوكراني تحت "الحماية المؤقتة
ولفت التقرير إلى وجود 4.4 ملايين أوكراني ما زالوا مسجلين بموجب برنامج "الحماية المؤقتة" التابع للاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2024 ولكنهم غير مدرجين في أرقام اللجوء. إذ يتم استضافة الأغلبية منهم في ألمانيا وبولندا.
يذكر أنه تم تفعيل توجيه "الحماية المؤقتة"، وهي آلية استثنائية للاتحاد الأوروبي أُنشئت لحالات النزوح الجماعي، لأول مرة في عام 2022 بعد الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا وتم تمديده مع مرور الحرب بذكراها الثالثة.
ولا يحتاج الأوكرانيون الحاصلون على الحماية المؤقتة إلى التقدم بطلب اللجوء للعيش أو العمل أو الدراسة أو تلقي الرعاية الطبية في الاتحاد الأوروبي، وإن كان لفترة محدودة من الزمن. وقال مكتب اللجوء الأوروبي إن نحو 27 ألف أوكراني تقدموا العام الماضي بطلبات للحصول على وضع اللاجئ الدائم، بزيادة 90% عن عام 2023. وطلب نصف هؤلاء الحماية في فرنسا.
بحسب التقرير، بلغت نسبة المتقدمين لأول مرة الذين حصلوا على وضع اللاجئ أو شكل آخر من أشكال الحماية 42%.
وقالت وكالة اللجوء الأوروبية إن معدل الاعتراف ظل مستقراً مقارنة بعام 2023 لكنه تباين على نطاق واسع بين الجنسيات. على سبيل المثال، تم الاعتراف بطلبات لجوء 90% من السوريين، بينما تم رفض 96% من طالبي اللجوء من بنغلاديش. وكان هناك أيضاً "رقم قياسي تقريباً" بلغ 981000 حالة في انتظار الرد الأولي، مما يعكس تراكماً لم نشهده منذ ذروة أزمة اللاجئين في عام 2016 التي طغت على السلطات وأنظمة اللجوء.