السوق القديم في البصرة
ناشد عدد من أصحاب المحال التجارية في "سوق البصرة القديمة" الجهات المعنية بإكمال مشروع تطوير البنى التحتية، الذي توقف منذ ثلاث سنوات، متسبباً في تدهور الأوضاع الاقتصادية والبيئية في السوق.
وأدى توقف المشروع إلى تراكم النفايات، وتحفر الشوارع، وانهيار بعض السقوف، ما تسبب في خسائر مالية كبيرة للتجار، خاصة في فصل الشتاء، مع عزوف العائلات عن التسوق بسبب الأتربة والروائح الكريهة.
محمد حسين، أحد أصحاب المحال، قال لمنصة "الجبال": "من المؤسف أن نرى أحد أهم المعالم التراثية والسياحية في العراق، سوق الشناشيل، بهذا المشهد المتردي، محال عمرها أكثر من 70 عاماً أصبحت مهجورة، وأصحابها بلا مأوى بسبب عدم إكمال المشروع الذي وُعِدنا به قبل ثلاث سنوات"، مضيفاً أنه "رغم المناشدات المتكررة، لا تزال المسقّفات والبنى التحتية غير مكتملة”.
من جانبه، أكد كاظم علي، وهو تاجر، لمنصّة "الجبال" أن "سوق البصرة القديمة اليوم في وضع أسوأ من أسواق الدول الفقيرة، بسبب توقف المشروع، وعدم صرف مستحقات المقاول. ومع كل هذا، نعاني من فواتير كهرباء مرتفعة رغم إغلاق أغلب المحال التجارية، ما يزيد من الأعباء المالية على التجار”، مطالباً الحكومة المحلية والنواب بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة.
أما التاجر مهدي كاظم، فقد عبّر لـ"الجبال" عن استيائه من الوضع الراهن للسوق التراثي، قائلاً: "مع كل موجة أمطار، تتحول محالنا إلى بيئة غير صالحة للعمل، حيث تتساقط الأتربة فوق رؤوسنا، وتتعاظم الأضرار يوماً بعد يوم".
وأضاف "رغم تكرار زيارات المحافظ إلى السوق واطلاعه المباشر على حجم المعاناة، إلا أن شيئاً لم يتغير. حتى أبسط الخدمات، مثل رفع النفايات، تتطلب مراجعات مستمرة للبلدية، في حين تستمر أزمة الكهرباء، مع فرض فواتير مرتفعة رغم أن المحال مغلقة منذ سنوات".
ودعا أصحاب المحال، نواب البصرة، إلى النزول للسوق ومعاينة الأوضاع على أرض الواقع، مؤكدين أن "الحلول لن تأتي من المكاتب والاجتماعات، بل من مواجهة المعاناة الحقيقية التي يعيشها أصحاب المحال يومياً".
وشدّد المتضررون على "ضرورة تحرك الجهات التشريعية والتنفيذية بشكل عاجل، لوضع حد لهذا الإهمال المستمر، والعمل على استكمال المشروع المتوقف، حفاظًا على الإرث التاريخي للسوق، وإنقاذه من الانهيار الذي بات يهدد وجوده وهويته التجارية والتراثية".
