"رحّى حنطة" تقود صاحب مقهى إلى السجن بتهمة المُتاجرة بالآثار.. القصة الكاملة لـ"سالم" النجفي 

4 قراءة دقيقة
"رحّى حنطة" تقود صاحب مقهى إلى السجن بتهمة المُتاجرة بالآثار.. القصة الكاملة لـ"سالم" النجفي  آلة "الرحّى" التراثية (الجبال)

أثارت قصة صاحب مقهى شعبي في النجف، تعرض للسجن مؤخراً، بعد بيعه آلة قديمة كان العراقيون يطحنون بها الحنطة لصناعة الدقيق (الطحين) قديماً، ضجة كبيرة في المحافظة، ولدى روّاد "مقهى سالم".

 

سالم صاحب المقهى، يقبع حالياً خلف القضبان، بعد صدور حكم بحقه من محكمة النجف بالسجن ثلاث سنوات، كان يحوي داخل مقهاه آلات وقطع قديمة تتمثل بأوعية نحاسية وفخارية وأدوات أخرى، كهوس في جمع التراثيات والمقتنيات القديمة، ومن بين تلك الأدوات والآلات، هي آلة "الرحّى" التي تُطحن بها الحنطة أيام زمان في داخل البيوت العراقية وخاصة في مدن جنوب البلاد، وكان عمر تلك الآلة قد يصل إلى 200 عام بحسب التقديرات.

 

محمد - شقيق سالم صاحب المقهى - روى لـ"الجبال" قصة اعتقال شقيقه، قائلاً: "جاء شخص لأخي يطلب منه بيعه بعض المُقتنيات لكن أخي رفض لأن هذه المُقتنيات بعضها إما وقف لموكب حُسيني أو قد حصل عليها عن طريق شخص معين كهدية، لكن بعد إصرار هذا الرجل على شراء بعض المقتنيات، قام أخي ببيعه 40 قطعة بسعر رمزي قد يصل إلى مليون دينار".

 

أضاف شقيق صاحب المقهى، "تفاجأنا بعد بيع تلك المقتنيات، بقدوم دورية من شرطة الآثار إلى مقهى أخي، واعتقاله مع نجله بتهمة المُتاجرة بالآثار، علماً أن أخي لا يملك منزلاً ولا حتى عجلة يتنقل بها وليس خبيراً بالآثار ليعرف هذه القطع وقيمتها".

 

رضا سالم، نجل صاحب المقهى وبعد خروجه من التوقيف، قال لمنصّة "الجبال"، "تم اعتقالي أنا ووالدي، ومن ثم تم إخراجي من التوقيف لكنّ والدي تعرض للتعذيب والضرب داخل المركز لنزع الاعتراف منه بالقوة، على الرغم من أنه أخبرهم لا يعرف قيمة هذه القطع وأنه يعرضها بالمقهى لجذب الزبائن وهذه الرحّى تحديداً قام بشرائها من سوق الجمعة في النجف وبسعر لا يتجاوز 40 ألف دينار، لكن رغم ذلك قاموا بسجنه لثلاث سنوات بعد الحكم عليه من قبل محكمة النجف".

 

وتداول ناشطون نجفيّون، مقاطع فيديو من داخل مقهى سالم في النجف، يطالبون القضاء العراقي والجهات المعنية بالنظر في قضية صاحب المقهى.

لمشاهدة الفيديو: اضغط هنــــــــا

 

ووثقت كاميرا "الجبال" وجود قطع تراثية داخل مقهى "سالم" في النجف، والتي تمثلت بأوانٍ فخارجية ودلال نحاسية قديمة فضلاً عن آلة صناعة المشروبات الساخنة التي تعرف بـ"السماور"، وقد تم وضع تلك المقتنيات على رفوف خشبية وقد أعطت رونقاً تراثياً للمقهى المذكور:

 

 

 

وفي وقت لاحق من انتشار وتداول قصّة صاحب المقهى على منصّات التواصل الاجتماعي وصدور حكم بالسجن بحقه لمدة 3 سنوات، أصدرت وزارة الداخلية بياناً ذكرت فيه أن "الحكم جاء بناء على إدانة بالمتاجرة بالقطع الأثرية".

 

وقالت الوزارة في بيانها الذي تلقت "الجبال" نسخة منه، إنه "تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي معلومات بشأن حكم محكمة الجنايات على أحد الأشخاص في محافظة النجف بسبب امتلاكه "رحّى حجرية" أو لإدارته مقهى، ونود التوضيح بأن الحقائق خلاف ذلك، حيث أن القضية تتعلق بضبط قطع أثرية بتاريخ 30 تموز 2023، وردت معلومات استخبارية تفيد بوجود شخص يقوم بالمتاجرة بالقطع الأثرية في محافظة النجف، وبعد استحصال الموافقات القضائية، تم الانتقال إلى الموقع والقبض على المتهمين (س.ع.ع) ومتهم آخر، بالجرم المشهود وبحوزتهما (23) قطعة أثرية قديمة متنوعة".

 

وأضاف البيان، "وبعد فحص القطع المضبوطة من قبل دائرة التراث والآثار، تبين أن ثلاث قطع منها أثرية، وثمان قطع أخرى تراثية، وعليه، تمت إحالة القضية إلى القضاء، وصدر حكم محكمة الجنايات بتاريخ 20 شباط 2025 بالحبس لمدة ثلاث سنوات بحق المتهم، لذا، ندعو الجميع إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية لتجنب نشر الأخبار المضللة".

 

الجبال

نُشرت في السبت 22 فبراير 2025 11:31 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.