القديم متهالك بـ"خدمات مخجلة".. هل ستقوم بغداد ببناء مطار جديد؟

5 قراءة دقيقة
القديم متهالك بـ"خدمات مخجلة".. هل ستقوم بغداد ببناء مطار جديد؟   مطار بغداد الدولي

الحكومة العراقية أمام ثلاثة خيارات

يعاد الجدل بين فترة وأخرى، حول مطار بغداد، بين التأهيل أبو بناء مطار جديد، خاصة وأن القديم، مضى على عمره عقود، فضلًا عن تراجع مستوى خدماته، على الرغم من صرف أموال طائلة في السنوات الماضية، لغرض إعادة إعماره، لكنها لم تؤدي إلى أن يكون حتى في مصاف بعض مطارات الدول العربية.

ويرى مختصون وأعضاء برلمان، ضرورة إنشاء مطار جديد للعاصمة، بعد أن أصبح الحالي قديماً، لكنهم يستبعدون في الوقت نفسه، أن يكون الأمر سريعاً، نظراً لمتطلباته المتعلقة بالأرض والتخصيصات المالية الكبيرة والشركة التي يمكن أن تنفذه.  

 ثلاثة خيارات

وتؤكد رئيس لجنة النقل النيابية النائب زهرة البجاري، إن "مطار بغداد الدولي متهالك رغم صرف الأموال من أجل إعماره وتأهيله بين حين وآخر، وهذا ما يدعو إلى بناء مطار دولي جديد في العاصمة العراقية وفق تصاميم ومعاير عالمية متطورة".

 

وتقول البجاري لـ"جبال"، إنّ "هناك توجهاً حكومياً من أجل بناء مطار جديد في بغداد خلال المرحلة المقبلة، وهناك تصاميم قدمت من شركات عالمية مختصة، وهي قيد الدراسة والمناقشة".

ومع بداية الفصل التشريعي للبرلمان، فإنّ البجاري تشير إلى "أننا سنعمل على استضافة الجهات الحكومية المختصة لمعرفة آخر تطورات حراك إنشاء مطار جديد في العاصمة بغداد، وأين سيكون وكم تكلفته المالية، كما سيكون لنا توصيات للحكومة بعد الاطلاع على كافة تفاصيل هذا المشروع وإمكانية تنفيذه في القريب العاجل".

وكانت مؤسسة التمويل الدولية، قدمت 3 مقترحات بشأن مطار بغداد الدولي، الأول هو إنشاء مطار جديد، والثاني تأهيل المطار الحالي، والثالث دمج الخيارين، عبر تأهيل الحالي وإنشاء جديد، وبحسب مصادر، فإنّ "الحكومة العراقية متجهة نحو الخيار الثالث".

وكانت محافظة بغداد، أعلنت أواخر العام الماضي، عن توجهها لإنشاء مطار جديد في العاصمة، بعد تأكيدها أن مطار بغداد الحالي أصبح قديماً ولا يواكب التطورات التي يشهدها العالم.

 وتعرض مطار بغداد إلى حريقين نشبا في صالته الداخلية، ما دعا رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى إجراء تغييرات إدارية شملت مدير المطار ورئيس سلطة الطيران المدني، وذلك في العام الماضي.

 وخلال الفترة الماضية، أعلنت العديد من المحافظات توجهها لإنشاء مطارات، ومنها محافظة كربلاء، فضلاً عن افتتاح مطار كركوك، إلى جانب وضع التصاميم الأساسية بالتعاون مع شركة تركية متخصصة في المطارات لإنشاء مطار الأنبار، فضلاً عن توجه محافظة ميسان لإنشاء مطار أيضاً.

المشروع سيتأخر

 ويرى الباحث والاستشاري بمجال الطيران، فارس الجواري، أن "مطار بغداد الدولي، يعد من المطارات القديمة من حيث البنى التحتية وكذلك التطور، فعمره تجاوز الـ45 عاماً، وهو يفقد الكثير من أنظمة السلامة والأمان، أرزها منظومة للحرائق، وهذا خلل كبير وخطير بالمطار".

ويقول الجواري لـ"الجبال"، إنّ "العاصمة بغداد بحاجة ملحة إلى مطار دولي جديد، يكون بمواصفات متطورة ويكون صورة جميلة لبوابة بغداد العالمية، مستدركاً بالقول: "لكن في نفس الوقت بناء أي مطار جديد في بغداد يحتاج إلى سنوات طويلة وتخصيصات مالية كبيرة، كما يجب إحالة هكذا مشروع مهم وضخم إلى شركات أجنبية متخصصة في بناء المطارات".

 

ويؤكد الباحث والاستشاري بمجال الطيران، أنّ "إنشاء مطار جديد في بغداد، ربما يلاقي صعوبة في اختيار موقعه الجديد، فالمطار لا يمكن أن ينشأ بأي أرض، فيجب أن تكون له أرض مخصصة، كذلك هناك شروط بأن يكون بعيداً عن المدن السكنية بمسافات محددة، وغيرها، وهذا ربما يؤخر المشروع بشكل أكثر، ويجعله مشروعاً للمناقشة والدراسة دون تنفيذ".

ويمتلك العراق يمتلك خمسة مطارات دولية، هي بغداد والنجف وأربيل والسليمانية والبصرة، لكن محافظات ذي قار وكركوك والأنبار وميسان اتجهت إلى الإعلان عن مشاريع إنشاء مطارات جديدة، بعضها تمت الاستفادة فيها من مطارات عسكرية سابقة لتطويرها إلى مدنية.

 عائدات مالية كبيرة

ومن الناحية الاقتصادية، فإنّ الخبير في الشأن الاقتصادي ناصر الكناني، رأى أنّ "بناء مطار جديد في بغداد وفق مواصفات عالمية ومتطورة له نتائج إيجابية على واقع العراق، خاصة بجلب الاستثمار وكذلك تشغيل الأيادي العاملة، فهذا مشروع كبير جداً وسيكون محط أنظار المنطقة والعالم".

ويلفت الكناني، إلى أن "مطار بغداد الحالي متهالك جداً، وبعض الخدمات فيه مخجلة أمام من يأتي إلينا من خارج العراق من الأجانب، ولهذا هناك ضرورة لإنشاء مطار دولي جديد، ويكون المطار السابق مخصصاً للرحلات الداخلية وكذلك النقل التجاري، وهذا الأمر بالتأكيد سيكون فيه عائدات مالية للدولة العراقية".

وفي حال واجهت الحكومة العراقية أي عجز مالي في إنشاء مطار دولي متطور وحديث في بغداد، فهناك إمكانية أن "تعطي هذا المشروع كفرصة استثمارية، إذ أنّ المشروع بشكل عام يصب في صالح العراقيين وسيكون له نتائج إيجابية على واقع الاقتصاد والاستثمار في المستقبل القريب والبعيد"، على حد تعبير الكناني.  

ويمتلك العراق 32 طائرة مدنية تم شراؤها بعد عام 2003 من أنواع "بوينغ" و"إيرباص"، وتعمل في الرحلات الداخلية والخارجية، إضافة إلى شركات طيران خاصة تمتلك أسطولاً يعمل في وجهات محددة وضمن نطاق ضيق داخل العراق وخارجه.

سام محمود

نُشرت في الأربعاء 17 يوليو 2024 01:38 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.