أكدت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء 12 شباط 2025، توجيه دعوى رسمية لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من قبل العراق، لزيارة بغداد.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، تلقيه دعوة رسمية من السلطات العراقية لزيارة العراق، مؤكداً أنه "سيزور بغداد قريباً".
وقال مصدر مسؤول في الوزارة في حديث لـ"الجبال"، إن "دعوة رسمية وجهت إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من قبل نظيره العراقي فؤاد حسين بداية السنة الحالية"، مستدركاً بالقول: "لكن الشيباني تأخر في تلبيتها بسبب جدول أعماله في الزيارات الخارجية طيلة الفترة الماضية".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "زيارة الشيباني مهمة بالنسبة للعراق؛ لغرض التنسيق في الكثير من القضايا الأمنية والاقتصادية وغيرها، وسيتم حسم تحديد موعد الزيارة الرسمي خلال اليومين المقبلين، فالعمل يجري لترتيب الإجراءات الفنية وغيرها لإنجاح زيارة الشيباني إلى بغداد".
وفي ظل الغموض الذي يسود مشهد العلاقات العراقية – السورية، بعد تسنّم أحمد الشرع رئاسة الجمهورية السورية، أشارت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، إلى عدم وجود أي اعتراضات سياسية أو برلمانية على زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المرتقبة إلى بغداد.
وقال عضو اللجنة عامر الفايز في حديث لـ"الجبال"، إن "زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المرتقبة إلى بغداد، تأتي ضمن انفتاح العراق على كافة دول الجوار والمنطقة وهي وفق دعوة رسمية وليس هناك أي تحفظ سياسي أو برلماني على تلك الزيارة، بل الجميع مع احترام التغيير في سوريا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية".
وبيّن الفايز، أن "العراق له ملفات مشتركة مع سوريا تتعلق بضبط الحدود، وكذلك الملف الاقتصادي والتجاري وملف المياه؛ فهذه الأجندة وغيرها ستكون على طاولة حوارات الشيباني مع المسؤولين العراقيين في بغداد".
وقبل أيام، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي إن "العراق ليس لديه أي غموض بخصوص علاقاته مع سوريا او غيرها وهو متواصل مع سوريا بشكل مستمر ومتواصل خاصة بما يتعلق بالجانب الأمني من تأمين الحدود وغيرها من الملفات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي".
وأضاف الموسوي لـ"الجبال"، أن "العراق لم يقدّم التهنئة إلى أحمد الشرع بسبب وجود ملاحظات كثيرة عليه، وكذلك على بعض شخصيات حكومته، فهناك من عليه دعاوى بتهم إرهاب داخل العراق، لكن هذا لا يعني أن العراق على قطيعة مع سوريا، بل على العكس التواصل متواصل، لكن بغداد لديها مخاوف وكذلك حذر من التغيير الذي حصل في سوريا لغاية الآن".
وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، إن "العراق لديه تحفظات كبيرة على الشرع بسبب تاريخه السابق، خاصة في قضايا الإرهاب في العراق، وقضية مباركة تسلّم الشرع تحتاج إلى اتفاق سياسي شامل، فالحكومة العراقية لا تريد الإقدام على هكذا خطوة دون توافق ودعم سياسي".
وأوضح المصدر في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "العراق بشكل عام وفق سياسته الخارجية لا يريد أي قطيعة سياسية أو أمنية أو حتى اقتصادية واجتماعية مع سوريا، فهذا الأمر ربما يشكّل تهديداً للأمن القومي العراقي".
وقال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، في تصريح صحفي أدلى به قبل أيام، إن "موقف العراق من سوريا، عراقي بامتياز، وينطلق من المصالح العربية المشتركة، ونحن نحتاج إلى تعاون كبير مع دمشق لمحاربة الإرهاب".
وأضاف، أن "هنالك تواصلاً بين وزير الخارجية العراقي ونظيره السوري، وهناك أموراً إيجابية وطيبة، ولكن نحتاج إلى بعض الإجابات عن ملفات مهمة، خصوصاً أن العراق تعرض إلى هجمات داعش والقاعدة، بالتالي نحتاج إلى تعاون كبير مع الجانب السوري في محاربة الإرهاب والموقف من الجماعات الإرهابية".
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 31 كانون الثاني 2025، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية، ضمن سلسلة قرارات واسعة تضمنت حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.