توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حركة حماس بـ"الجحيم" إذا لم تفرج بحلول السبت المقبل عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين لا تزال تحتجزهم في غزة، وذلك رداً على إعلان الحركة تأجيل إطلاق سراح دفعة جديدة من الرهائن في حال عدم التزام إسرائيل ببنود الهدنة السارية بين الطرفين.
وأعلنت كتائب القسام - الجناح المسلح لحركة حماس، أمس الإثنين، قرارها تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت "حتى إشعار آخر"، ردّاً على "عدم التزام" إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الكتائب، أبو عبيدة: "سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15-02-2025 حتى إشعار آخر، ولحين التزام إسرائيل وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي"، مؤكداً على "التزام الحركة ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".
وفي لقاء مع الصحفيين، الإثنين، عشية لقائه مع العاهل الأردني عبدالله بن الحسين في البيت الأبيض، اقترح ترامب أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 كانون الثاني 2025 إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل. وقال إنّه سيترك "هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرّر بشأن ما ينبغي أن يحدّث للهدنة السارية بينها وبين حماس".
"أبواب الجحيم"
أضاف ترامب "لكن في ما يخصّني، فإذا لم تتمّ إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من ظهر السبت ـ أعتقد أنّه موعد معقول ـ فأنا أدعو لأن تُلغى (الهدنة) ولأن تُفتح أبواب الجحيم"، مشدّداً على وجوب أن تطلق حماس سراح "جميع" الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في القطاع دفعة واحدة و"ليس على دفعات، ليس اثنان وواحد وثلاثة وأربعة واثنان".
وأردف "نريد عودتهم جميعاً. أنا أتحدّث عمّا يعنيني ويمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا الأمر، لكن بالنسبة لي فإنّه يوم السبت الساعة 12 ظهراً، إذا لم يكونوا هنا، فإن أبواب الجحيم ستُفتح".
لفت ترامب إلى أنّه قد يتباحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن هذه المهلة النهائية التي ذكرها. ولم يوضح الرئيس الجمهوري ما الذي يقصده تحديداً بكلمة "الجحيم"، مكتفياً بالقول إنّ "حماس ستكتشف ما أعنيه".
تتهم كتائب القسام إسرائيل بتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم القسام "راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات.
استعدادات إسرائيلية
على الجانب الآخر، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتسأن إعلان حماس عن تأخير إطلاق الرهائن "خرق كامل" لاتفاق الهدنة. وإنه أمر الجيش بأن يكون في أعلى مستوى من الاستعداد في غزة.
وأوقفت الهدنة إلى حدّ كبير قتالاً استمر أكثر من 15 شهراً في قطاع غزة وتمّ على إثرها، على خمس دفعات، إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وتتّهم الحركة إسرائيل بالفشل في تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الهدنة لجهة الفترة الزمنية وخرق وقف إطلاق النار بعد مقتل ثلاثة أشخاص في غزة الأحد.
وأتى موقف حماس بينما كان مقرراً أن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة في قطر لبحث تطبيق المرحلة الأولى للهدنة الممتدة على 42 يوماً والمراحل المقبلة التي ما زال يتعيّن إتمام الاتفاق عليها.
وكان مقرراً أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر للهدنة، لكنّ إسرائيل رفضت إرسال مفاوضيها إلى الدوحة لهذا الغرض.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أدّى إلى مقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، بحسب فرانس برس.
واحتجز عناصر حماس في هجومهم 251 رهينة ما زال 73 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قتلوا.
في المقابل، تفيد وزارة الصحة في غزة بأنّ الحرب أودت ب 48208 أشخاص في القطاع.
وبموجب وقف إطلاق النار الحالي، استكملت إسرائيل وحماس السبت خامس عملية مبادلة أطلق بموجبها سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين مقابل 183 معتقلاً فلسطينياً.
وناشد "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" الدول الوسيطة المساعدة في المحافظة على الاتفاق القائم وتطبيقه "بشكل فاعل".