منذ انهيار نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، تدور التساؤلات حو مصير للعدد الكبير من المقاتلين الأفغان والباكستانيين الشيعة الذين كانوا في سوريا تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني، تحت رايتي "لواء فاطميون" و"لواء زينبيون"، المصنفين كمنظمات إرهابية لدى الولايات المتحدة الأميركية.
وأفاد تقرير نشره موقع "واشنطن إنستيتيوت"، الأربعاء الموافق 29 كانون الثاني 2025، بأن "بعض أفراد فاطميون وزينبيون دخلوا في كانون الأول الماضي، العراق، عبر منفذ القائم الحدودي"، مشيراً إلى أن "هذه المنطقة تخضع لسيطرة اللواء الثالث عشر من قوات الحشد الشعبي الذي تموله الحكومة العراقية، وبصفته رئيس وحدات الحشد الشعبي المتمركزة في محافظة الأنبار، يتلقى قائد لواء الثالث عشر، قاسم مصلح، الأوامر من قيادة عمليات الجزيرة، التي تديرها كتائب حزب الله المصنفة".
وذكر التقرير أنه "في البداية، استضافت قيادات الحشد الشعبي وكتائب حزب الله مقاتلي فاطميون وزينبيون داخل مجمعات في القائم كانت تُستخدم تاريخياً كمراكز شحن للصواريخ الباليستية الإيرانية وغيرها من المواد في طريقها إلى سوريا ولبنان"، مضيفة أن "أفراد فاطميون وزينبيون موجودون أيضاً في معسكر أشرف (المعروف أيضاً باسم معسكر الشهيد أبو منتظر المحمداوي) في محافظة ديالى".
و"تخضع هذه القاعدة التابعة للحشد الشعبي رسمياً لسيطرة الحكومة العراقية، وتديرها في الواقع منظمة بدر التي شكلتها إيران، واستخدمها صدام حسين سابقاً لإيواء مجاهدي خلق، وورد أن إسرائيل قصفت أشرف في عام 2019 بسبب وجود أنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية هناك"، وفقاً للتقرير.
ما هي هذه المجموعات؟
يتكون لواء فاطميون بشكل أساس من مقاتلين شيعة من الهزارة تم تجنيدهم من بين مجموعة كبيرة من المهاجرين واللاجئين الأفغان في إيران.
ولفت التقرير إلى أنه "تم تسليح هؤلاء المقاتلين وتدريبهم وتمويلهم في البداية من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ثم تم نشرهم في عام 2013 لدعم نظام الأسد في بداية الانتفاضة السورية الطويلة".
كما "أشرف لواء فاطميون على طرق سلسلة الإمداد الحيوية للأسلحة والطائرات بدون طيار وأجزاء الصواريخ وغيرها من التكنولوجيا المتدفقة من إيران إلى حزب الله في لبنان"، و"كان عدد مقاتلي المجموعة في سوريا وقت سقوط الأسد يتراوح بين 5000 و10000 مقاتل"، وفق التقرير.
فيما "يتكون لواء زينبيون من مقاتلين شيعة باكستانيين تم تنظيمهم لحماية مرقد السيدة زينب في وسط دمشق، ودعم عمليات نظام الأسد في اللاذقية وحلب ودمشق، ويقدر عدد مقاتلي المجموعة حالياً بنحو 2500 إلى 4000 مقاتل".
هل تقدم الحكومة العراقية الدعم المادي لهذه الفصائل؟
وأشار التقرير الأميركي إلى تقديم الحكومة العراقية الدعم المادي لتلك الفصائل داعياً الحكومة الأميركية إلى وقف مساعداته للعراق وفرض العقوبات عليه، بقوله: "على الحكومة الأميركية أن تسأل لماذا يقدم العراق ـ الشريك الاقتصادي الأميركي والمستفيد من المساعدات الكبيرة ـ للجماعات الإرهابية السكن وغير ذلك من الدعم المادي، مع العلم أن مثل هذه الإجراءات سوف تتطلب فرض عقوبات أميركية؟"، مبيناً أنه "يتعين على واشنطن أن تسأل من الذي وافق على دخول هؤلاء المقاتلين إلى العراق وسمح لهم بالبقاء هناك؟".
وأردف التقرير الأميركي: "من الناحية الدستورية، يتمتع رئيس الوزراء فقط بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بالسلطة الشرعية لإعطاء الموافقة على مثل هذه الإجراءات (هذا يعني، من بين أمور أخرى، أن الموافقة يجب أن تكون طوعية ومعبر عنها فعلياً). وفي هذه الحالة، إما أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعطى لهذه الفصائل الإذن بالاحتماء في العراق، أو أن هذه الخطوات اتخذت دون موافقته ـ وهو سيناريو ليس مفضلاً كثيراً لأنه يؤكد مدى ضآلة سيطرته على البيئة الأمنية في العراق وتحركات الميليشيات المدعومة من إيران وحلفائها عبر الحدود. ويتعين على واشنطن أن تسأل بصراحة: أيهما؟".
التقرير نوّه إلى أنه "إذا قررت بغداد رسمياً استضافة عناصر لواءي (فاطميون) و(زينبيون)، فإن وجودهما إما ينتهك الحظر الدستوري العراقي ضد الميليشيات غير الحكومية، أو أنه يمثل موافقة الحكومة على قيام إيران بتمركز (قواتها) على الأراضي العراقية. ومرة أخرى، يتعين على واشنطن أن تسأل أي من هذه الاستنتاجات صحيح".