تواجه الأجهزة المعنية بمكافحة المخدِّرات مزيد من التحدّيات، مع تفاقم ظاهرة تعاطي المخدّرات بين النساء بشكل مقلق. ووفقاً لإحصائيات غير الرسمية فإن (15%) من المتعاطين من النساء.
وتساهم مشاكل اجتماعية مختلفة في زيادة أعداد المدمنات في المجتمع العراقي، مقابل إجراءات مشدّدة تتخذها السلطات لمكافحة الآفة.
وخلال مراجعتها مستشفى "العطاء" شرقي العاصمة بغداد، قالت (ن، ح)، البالغة من العمر (24) عاماً، للجريدة الرسمية، إن تعاطيها للمخدرات "كان نتيجة ظروف أسريّة صعبة، بعد انفصال والديها، مما ترك أثراً نفسياً عميقاً فيها".
أمّا (غ، ك)، البالغة (28) عاماً، فقد حضرت إلى المستشفى لمتابعة حالتها بعد العلاج، معبّرة عن سعادتها بتخليص نفسها من إدمان المخدرات. وقالت إنها الآن في مرحلة التعافي، بعد أنْ تمكّنت من تجاوز الصعوبات.
واوضح الدكتور مصطفى علي الساكني، مدير مستشفى العطاء لمعالجة الإدمان والتأهيل النفسي، أن نسبة النساء تصل إلى نحو (15 %) من مجمل عدد المتعاطين، مشيراً إلى أن "الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بسبب الخوف من التبعات الاجتماعية والعشائرية".
وأضاف أن الفتيات المدمنات تتراوح أعمارهنَّ بين (18 و30) عاماً، وغالباً ما يتعاطينَ حبوب "اللاريكا" أو مادة "الكريستال" لسهولة الحصول عليها من الصيدليات، مبيناً أن "المستشفى لا يملك قسماً خاصّاً بالنساء بسبب نقص الكادر النسائي والمرافق المناسبة، لذا يتم استقبالهن للعلاج والاستشارة بشكل أسبوعي".
من جانبها، أفادت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، آلاء الياسري، بأن العوامل الاقتصادية مثل البطالة والتفكّك الأسري لعبت دوراً في زيادة هذه الظاهرة، إضافةً إلى تأثير "أصدقاء السوء" في محيط الفتيات، واللجوء إلى المخدرات للتخفيف من الضغوط اليومية.
وفي السياق نفسه، أكدت المحامية والبرلمانية السابقة، ريزان شيخ دلير ضرورة توفير فرص عمل للفتيات اللاتي يعانين من الفقر، لتجنّب انخراطهن في تجارة المخدرات.