اجتماع تايلور مع الحكيم والأعرجي
مع استمرار التغييرات السياسية بنهج متسارع في منطقة الشرق الأوسط منذ "طوفان الأقصى" حتى "سقوط الأسد"، وتزايد القلق إزاء هذه التبدلات والتأثيرات الذي ستعود بها على دول المنطقة، تواصل الدبلوماسية نشاطها على نحو مواز مع الأحداث الجارية، وهذا ينطبق على التفاعلات بين العراق مع جيرانه ومع الولايات المتحدة الأميركية أيضاً.
ووصل وفد من وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الإثنين، إلى العراق، التقى قادة ومسؤولين بالعاصمة العراقية، وتناول العلاقات في ظلّ التكورات السياسية والأمنية في الشرق الاوسط. منهم مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم.
وأفاد بيان صادر عن مكتب الأعرجي، ظهر اليوم، بأن مستشار الأمن القومي استقبل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، فيكتوريا تايلور والوفد المرافق لها، في مكتبه بالعاصمة العراقية، بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية في العراق.
ووفق البيان "بحث اللقاء سبل تعزيز العلاقات العراقية الأميركية على جميع الأصعدة، استناداً إلى اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين البلدين".
كما استعرض اللقاء "تطورات الوضع الإقليمي، خصوصاً على الساحة السورية، والتأكيد على دعم كافة الجهود لتعزيز دعائم الاستقرار في غزة ولبنان والمنطقة بأسرها".
وفي عام 2008، أمضى العراق اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية، وضعت أسس العلاقة الثناية بين بغداد وواشنطن عقب حرب 2003، إذ رسمت معالم شراكة استراتيجية ترعى تعاون ثنائي في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد والصحة والثقافة. نظمت الاتفاقية سبل انسحاب القوات الأميركية من العراق، وتعهدت الولايات المتحدة الأميركية بحماية أمن واستقرار العراق وسيادته، ودعمه في تحقيق تنمية شاملة في المجالات المذكورة، مقابل حماية العراق لقوات أميركا ورعاياها ومصالحها في البلاد.
"تصفير الأزمات"
وقبل الأعرجي، اجتمعت المسؤولة الأميركية مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، لنفس الغرض، وبحث الطرفان جملة ملفات سياسية أمنية شاملة.
وكشف الحكيم في بيان عن مضمون اجتماعه مع تايلور، قائلاً: "التقينا صباح اليوم السيدة فيكتوريا تايلور، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، تداولنا تطورات الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة، ومستجدات العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين".
وأكد الحكيم لتايلور أن "العراق يقدم نموذجاً مهماً بنظامه السياسي وتداوله السلمي للسلطة وفصل السلطات، مبيناً أن البلد "يعيش حالة استقرار غير مسبوقة على المستوى السياسي والاجتماعي والأمني، وإن هذا الاستقرار هو نتاج تضحيات العراقيين من جميع المكونات".
أشار الحكيم في خطابه لتايلور، بحسب البيان، إلى أن "هناك دعماً وتبنّياً من العراقيين جميعاً لحفظ وإدامة هذا الاستقرار، والانتقال به إلى الاستقرار الدائم"، مبدياً دعمه لـ "تصفير الأزمات، ومغادرة الإشكاليات، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الخاصة".
وأكد أن "العراق قادر على الدفاع عن نفسه"، مشدّداً على "ترصين الجبهة الداخلية وإدامة اللحمة والوحدة الوطنيتين".
