"تفكيك سلاح الفصائل" يتصدر ملفات السوداني بزيارته المرتقبة إلى طهران

5 قراءة دقيقة
"تفكيك سلاح الفصائل" يتصدر ملفات السوداني بزيارته المرتقبة إلى طهران

زيارة وصفت بـ"المتأخرة".. السوداني يزور إيران بعد غد

في خطوة وصفت بـ"المتأخرة" وهي الأولى بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يعتزم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارة العاصمة الإيرانية طهران نهاية الأسبوع الجاري، لبحث ملفات "مهمة" من ضمنها تفكيك سلاح الفصائل.

 

وقال مكتب السوداني، الأحد 5 كانون الأول 2025، إنه سيزور إيران يوم الأربعاء المقبل لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك بعد أن أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن السوداني سيزور طهران نهاية الأسبوع الحالي.

 

ووفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية، قال بقائي إن الزيارة ستشمل إجراء محادثات مكثفة مع كبار المسؤولين الإيرانيين، وتأتي في إطار تعزيز التشاور المستمر بين البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن التطورات الإقليمية الجارية.

 

وتداولت وسائل التواصل، تسريب أنباء عن رسالة سرية تلقاها السوداني من إدارة ترامب المقبلة بشأن مصير الفصائل المسلحة وبين الحشد الشعبي بوصفه جزءاً من المؤسسة الأمنية العراقية. وطبقاً لتلك الرسالة التي لم يتسنى لـ"الجبال" التأكد من صحتها، فإن أبرز ما ورد فيها هو ضرورة تصفية الفصائل المسلحة قبيل تسلم ترامب المسؤولية، ومعها الحشد الشعبي، لكي لا تكون هناك ذريعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضرب العراق بما في ذلك الفصائل نفسها ومقرات الحشد، كون إسرائيل والولايات المتحدة لا يفرقان بين الحشد والفصائل.

 

خطوة متأخرة

لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، تحدثت عن تأخر في توقيت الزيارة من قبل السوداني، 

 

ويقول عضو اللجنة حيدر السلامي في حديث لمنصة "الجبال"، إن الزيارة "جاءت متأخرة لا سيما بعد مرور حوالي شهر على سقوط النظام السوري".

 

ويلفت السلامي إلى أن "السوداني أجرى زيارات إلى عدة دول بعد سقوط نظام بشار الأسد"، مستدركاً بالقول: "لكن كان يفترض أن يزور طهران مبكراً، إذ لا يمكن إبعاد إيران عن المشهد السياسي في الشرق الأوسط".

 

وبحسب عضو اللجنة، فإن "من أولويات زيارة السوداني سيكون ملف الأحداث في سوريا، فضلاً عن التطرق إلى ملف الغاز الايراني والكهرباء، وحصر السلاح الذي تحدث عنه المرجع الأعلى علي السيستاني".

 

وأكد النائب السلامي، أن "العراق كان ولا يزال يلعب دوراً مهماً في العلاقات الخارجية، وقد لعب دوراً كبيراً في العلاقات بين إيران والسعودية"، مشيراً إلى أن "أي تحرك يخدم استقرار المنطقة يصب في مصلحة العراق، وتلك التحركات تحسب إلى السوداني في ترطيب الأجواء".

 

تفكيك سلاح الفصائل أهم الملفات

من جهته، يؤكد رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري، أهمية زيارة رئيس الوزراء إلى طهران.

 

ويذكر الشمري في حديث لمنصة "الجبال"، أن "زيارة السوداني المرتقبة إلى إيران، مهمة جداً في الوقت الحالي، نظراً لأهمية الملفات التي سيطرحها رئيس الوزراء العراقي على طاولة الجانب الإيراني".

 

ويضيف الشمري، أن "السوداني سيحاول التأثير على إيران لتفكيك السلاح المنفلت، وابعاد الساحة العراقية عن الصراع".

 

ويشير إلى أن "طبيعة التطورات في المنطقة والرؤية الغربية باتجاه تحويل الشرق الأوسط إلى مسار جديد، هو ملف يضغط على تفكيك سلاح الفصائل المسلحة".

 

"من ضمن الاشتراطات الأميركية التي تضغط بها على العراق هو تفكيك سلاح الفصائل"، يقول رئيس مركز التفكير السياسي، ويضيف أن "تفكيك السلاح سيؤدي إلى استهداف الفصائل والبنى التحتية لها، كون الفصائل تستخدم جزءاً من البنى التحتية للدولة".

 

ويحذر الشمري من "ارتباك سياسي وأمني قد يدفع إلى سيناريوهات عديدة، على خلفية ملف حصر السلاح".

 

ويلفت إلى أن "سقوط النظام السوري غيّر وسيغير من منقطة الشرق الأوسط، وزيارات السوداني الأخيرة إلى دول الجوار، كانت بمثابة نقل رسائل على مستوى ضيق"، مستبعداً "دخول العراق كوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأميركية".

 

وقبل يومين، أكد رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وهو أحد قادة "الإطار التنسيقي"، وجود معلومات من الإدارة الأميركية حول استهداف فصائل مسلحة عراقية.

 

وقال الحكيم، خلال تجمع جماهيري في مدينة النجف، إن "هناك موقفاً سيُتَّخذ ضد الفصائل... هذا ما وصلنا من الإدارة الأميركية وبعض قوى الإطار التي تمتلك فصائل مسلحة". وأضاف: "هذا الاستهداف لا علاقة له بالإطار التنسيقي بوصفه قوةً سياسيةً رسميةً، ولكنه موجه بصورة مباشرة للفصائل المسلحة (مثل كتائب حزب الله، والنجباء وغيرهما)... هذا ما يظهر ويبدو حتى هذه اللحظة".

 

وكان رئيس الحكومة العراقية قد أجرى زيارات عديدة إلى دول المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد، منها الأردن والسعودية، حيث ناقش مع قادتها القضايا الأمنية.

 

كذلك شارك العراق في مؤتمر العقبة الذي عقد في الأردن، بمشاركة دول عدة بينها الولايات المتحدة.

 

أما الجانب الإيراني، فإن أول زيارة خارجية لرئيسها مسعود بزشكيان كانت إلى العراق في 11 من أيلول الماضي، وقام بجولة لثلاثة أيام شملت بغداد، أربيل، السليمانية، النجف، كربلاء والبصرة.

 

وقبلها زار السوداني في 22 من أيار الماضي طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه إثر تحطم طائرته.

الجبال

نُشرت في الاثنين 6 يناير 2025 11:04 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.