أكد قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن تركيا "دولة صديقة"، معرباً عن أمله في بناء علاقات استراتيجية معها، حيث جاء ذلك خلال لقاء جمع الطرفين في العاصمة السورية دمشق هذا المساء، بحثا خلاله ملامح سوريا الجديدة ومستقبل "التنظيمات الإرهابية" و"السلاح المنفلت" فيها.
وبعد نحو 25 عاماً في السلطة، انتهى حكم الرئيس المخلوع بشارالأسد فجر الثامن من كانون الأول الجاري، مع دخول فصائل معارضة مسلّحة تقودها "هيئة تحرير الشام" بزعامة الشرع المعروف باسم "أبو محمد الجولاني"، دمشق، وفرار الرئيس.
وكانت تركيا من أبرز الدول التي اتخذت موقفاً مناهضاً للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011. كما قدّمت دعماً كبيراً لفصائل معارضة له، واستقبلت ملايين اللاجئين.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الشرع مع فيدان، عقب جلسة مباحثات بين الجانبين، في العاصمة السورية، قال قائد الإدارة السورية الجديدة إن "تركيا صديقة للشعب السوري، ومنذ بداية الثورة وقفت معه، وسوريا لم تنس ذلك"، معرباً عن أمله في "بناء علاقات استراتيجية معها".
دولة جديدة
كشف الشرع عن مضامين اجتماعه مع فيدان، قائلاً: "بحثنا مع وزير الخارجية التركي موضوع تقوية الحكومة الجديدة وبالأخص وزارة الدفاع وجعل السلاح بيد الدولة حصراً"، مضيفاً: "سنعلن خلال أيام عن وزارة الدفاع وتشكيل لجنة من قيادات عسكرية لرسم هيكلية للجيش ثم ستعلن الفصائل حل نفسها. ولن نسمح بسلاح خارج الدولة".
وبحسب قول الشرع "لا مكان للسلاح خارج سيطرة الدولة في سوريا الجديدة"، و"هناك توافق بين جميع مكونات الشعب السوري على تأسيس دولة جديدة تليق بحال ووضع المجتمع السوري"، وهو أكد على حماية الأقليات وأهمية التعايش في بلده.
وفي السياق، ندد الشرع بالدور الذي أدته إيران في بلاده خلال السنوات الماضية، في ظلّ حكم الأسد، وقال: "كان وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا مصدر قلق لكل الدول الإقليمية والعالمية".
تطلعات تركية
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي، أن "الشعب التركي والدولة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان سيقفون إلى جانب سوريا دائماً"، مبدياً تطلعات بلاده لمعالم سوريا الجديدة.
وقال فيدان إن الوقت الراهن في سوريا "ليس فترة (انتظر وترقّب)، علينا التحرك"، مشدّداً أن "وحدة الأراضي السورية ليست قابلة للنقاش، ولا مكان لتنظيم العمال الكوردستاني (PKK) و وحدات حماية الشعب (YPG) فيها".
كما علّق فيدان على المدّ العسكري الإسرائيلي داخل الأراضي السورية من جهة الجنوب وتجاوزه على المنطقة العازلة في الجولان عقب سقوط الأسد، مبيّناً أنه "لا يمكن التسامح مع استغلال إسرائيل للوضع الحالي لسلب الأراضي السورية".
ودعا وزير الخارجية التركي، خلال المؤتمر، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا "في أسرع وقت ممكن". وقال: "يجب على المجتمع الدولي أن يحشد كل جهوده حتى تنهض سوريا ويعود المهجرون إلى بلدهم"، مردفاً: "يجب رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق في أسرع وقت ممكن حتى يتسنى تقديم الخدمات".