أعلنت الأدارة السورية الجديدة التي أطاحت حكم بشار الأسد أنها تريد المساهمة في "السلام الإقليمي" وبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة.
جاء ذلك في بيان صدر عن السلطات السورية، عقب أول لقاء رسمي جمع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مع وفد دبلوماسي أميركي، الجمعة. وشددت السلطات بدمشق فيه على "دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة".
وأكدت في بيانها على "وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كافة الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب".
وعقب إطاحة فصائل المعارضة السورية المسلّحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في سوريا، في 8 كانون الأول الجاري، أعلنت الفصائل عن انتهاء عهد وبدء عهد جديد في سوريا. لكن التحوّل السياسي الكبير أثار قلقاً في المنطقة، خصوصاً لدى دول الجوار السوري (باستثناء تركيا الداعمة بشكل مباشر وعلني لفصائل المعارضة)، حيث تتخوّف تلك الدول من عودة تنامي الحركات المتطرفة والإرهاب، واستغلال تنظيم "داعش" لهشاشة الوضع وشن هجمات جديدة عليها.
لكن السلطات الجديدة بقيادة أحمد الشرع، بدأت بإصدار رسائل مطمئنة منذ اللحظة الأولى لسيطرتها على المشهد، مؤكدة رغبتها ببناء علاقات وديّة وصداقة مع الدول التي تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة سوريا (من بينها العراق والخليج ولبنان)، لافتة إلى عملها على إنشاء حكومة سورية جديدة تكون جامعة للكل دون "إقصاء"، إعادة الأملاك والحقوق المسلوبة على مدار عقود إلى أصحابها، ومنع ظهور الإرهاب من جديد.
وفي حوار موسّع أجرته منصة الجبال مع القيادي في هيئة تحرير الشام وعضو إدارة العمليات العسكرية التابعة لها، نور الدين البابا، في الثالث من الشهر الجاري، قال البابا إن "نهج فصائل المعارضة شهد تحوّلاً، وتحولت أفكاره إلى حالة من النضوج والرشد"، كما تحدث عن "طرح وطني جاد وراشد ينطلق من قيم المجتمع السوري ولا يتجاوزها، وبنفس الوقت يحقق طموح كل الطوائف وكل الشعب السوري بالحرية والازدهار والكرامة".
وذكر أن "هناك جهوداً غير مباشرة للتواصل مع العراق، ونحن مهتمون بأن تكون هناك جهود مباشرة وتواصل رسمي بيننا وبين الجانب العراقي"، مضيفاً: "سأكون مسروراً لو أنني زرت العراق بشكل رسمي والتقيت بقيادات عراقية سياسية، ووضحنا وجهة نظرنا وناقشنا سبل تطوير العلاقات بيننا".