أبلغت مبعوثة أميركية زعيم الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، بإلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، مرحبة بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهداً بمحاربة الإرهاب.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، الجمعة، إنها أبلغت الشرع بـ"الحاجة الملحة لضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على تشكيل تهديد داخل سوريا أو خارجها، بما في ذلك على الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة"، مضيفة بتصريح صحفي بعد لقائها الزعيم السوري في دمشق "أحمد الشرع التزم بذلك".
وتابعت: "بناء على محادثاتنا، أبلغته بأننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان سارياً منذ سنوات عدة".
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "إف بي آي" قد عرض عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع الذي كان معروفاً حينها باسم أبو محمد الجولاني.
وقالت ليف التي شاركت في أول زيارة رسمية لوفد أميركي إلى دمشق منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية الدامية، إن الشرع "أظهر أنه براغماتي"، لافتة إلى أن المحادثات معه كانت "جيدة جدا ومثمرة جدا ومفصلة".
أضافت "رحبنا بالرسائل الإيجابية" للشرع بعد أن أطاحت هيئة تحرير الشام التي يقودها برجل سوريا القوي بشار الأسد.
وأردفت: "نريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ والأفعال، وليس مجرد الأقوال".
ولا يزال الشرع ومقاتلوه في هيئة تحرير الشام مدرجين في اللائحة الأميركية السوداء للإرهاب.
لم تعلق ليف على هذا التصنيف، لكنها قالت بعد مناقشاتها مع الشرع "من غير المنطقي أن يتم رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على هذا الرجل"، مشيرة إلى أنها أكدت له أيضا "أهمية التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية".
وشدّدت "نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي لحكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً".
وقالت السفارة الأميركية إن المحادثات ركزت على "دعم عملية سياسية شاملة بقيادة سورية" وعلى "نية سوريا تبني سياسة حسن الجوار".
وأعلنت السلطات السورية الجديدة التي أطاحت حكم بشار الأسد بعد نزاع استمر أكثر من 13 عاماً، الجمعة، أنها تريد المساهمة في "السلام الإقليمي" وبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة.
وعقب أول لقاء رسمي بين الشرع والوفد الدبلوماسي الأميركي، شدّدت السلطات الجديدة بدمشق في بيان على "دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة".
وأشارت السلطات الجديدة في البيان إلى "وقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كافة الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب".
وكان الأسد، الزعيم العلماني إلى حد كبير والمنتمي إلى الأقلية العلوية، الحليف العربي الرئيس لإيران التي تعرضت لسلسلة نكسات مؤخراً على يد إسرائيل.
وعندما سُئلت عن الدور المستقبلي لإيران في سوريا، أجابت ليف "بناء على معطيات اليوم، فإن إيران لن يكون لها أي دور على الإطلاق، ولا ينبغي أن يكون لها أي دور" في سوريا.
"وقف النار" في كوباني
وأعلنت ليف أن واشنطن تبذل جهودا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين فصائل مدعومة من تركيا وقوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الكورد حول مدينة كوباني في سوريا.
وقالت: "نحن نعمل بنشاط ونجري محادثات مع السلطات التركية وأيضاً مع قوات سوريا الديموقراطية. نعتقد أن أفضل طريقة للمضي قدماً هي في وقف إطلاق النار حول كوباني".
وخلال زيارتها أنقرة، الجمعة، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن بلادها ستحكم على القادة الجدد في سوريا بناء "على أفعالهم".
وصرّحت بيربوك للصحافة بعد اجتماعها مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن "الأمن، وبخاصة للكورد، ضروري لمستقبل حر وآمن لسوريا"، محذرة من مخاطر أي "تصعيد" ضد القوات الكوردية في سوريا.
وفي وقت سابق الجمعة، دقت بيربوك ناقوس الخطر بشأن أعمال عنف جديدة في شمال سوريا بين الجيش التركي وفصائل سورية تدعمها أنقرة من جهة وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يقودها الكورد وتدعمها الولايات المتحدة من جهة ثانية.