كثيرة هي قصص العنف التي تتعرض لها النساء من قبل الرجال أزواجاً كانوا أو آباء أو أخوة، تقابلها قصص أخرى نقيضة يكون فيها الرجل هو الضحية، وفي أغلب الحالات يفضل الرجال الاحتفاظ بمعاناتهم في طيّ الكتمان، لكن الأمر مختلف مع كامران.
كامران مواطن كوردي من أربيل، كشف في حديث لـ "الجبال" عن تعرضه للعنف من قبل زوجته وأولاده.
وقال كامران: "أنا لست رجلاً سيئاً، ولا متطرفاً أو متعصباً، بل مسالم جداً. قررت الكشف عن مشكلتي لعامة الناس ليكون جميع الأصدقاء على بيّنة بالوضع وبما يجري"، مردفاً: "أنا تعرضت لعنف شديد من قبل زوجتي".
وتزوّج كامران عام 1994، بعد علاقة حب جمعته بزوجته، لكن الأمر لم يدم طويلاً "إذ بدأ سلوك الزوجة يتغيّر بعد سنة من الزواج، وتوقفت عن أداء واجباتها الأسرية الزوجية" حسب قوله، منوّهاً أنها "باتت تتمارض كل الوقت".
ولدى الزوجان خمس بنات وولد، و"بعد إنجاب أول الأطفال بدأ تعامل الزوجة يتغيّر تجاه زوجها بالتدريج" وفق قوله، واستمرت علاقتهما على هذا المنوال من عام 1995 حتى 2020. ذكر كامران أنه "كانت توجد خلافات بينهما بسبب هذا الخلل لكن لم تصل إلى هذا الحد".
وذكر كامران أن "زوجتي مرضت بعد ذلك، وقد تنقلت بها للعلاج على مدى 9 سنوات، بدأت تغار وتتذمّر من اهتمامي بنفسي وبمظهري، حتى وصل الأمر بها إلى شكها بزواجي من أخرى وشتمي".
واعترف الرجل بعلاقة جمعته مع إحدى النساء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادلهما إرسال الصور والفيديوهات، لكنّه أكد في الوقت ذاته أنه لم يتزوج بأخرى غير زوجته لأنه كان يحبها ويشفق عليها. رغم ذلك كرّرت الزوجة مع أولادها إهانة وشتم كامران حتى بلغ الموقف طرده من المنزل، حينها قرر الذهاب وقطع علاقته بزوجته بشكل نهائي، كما قال.
وقال كامران بعينين دامعتين "لم أفكر بالانفصال عنها طوال السنوات الماضية لأن قلبي لم يطاوعني في ذلك، كنت أحبها، وانتظر أن تصلح الأمور بيننا. لكنّها لم تقدّر ذلك"، مشيراً إلى أنهم "نقلوا قضيهم إلى القضاء وتم الحكم عليه بالسجن 6 أشهر بتهمة الخيانة الزوجية، وأنه قدم اعتذاراً وتعهداً خطياً لدى القضاء معترفاً بذنيه لكن ذلك لم ينفع".
وتحدّث كامران عن تأثيرات ما يسمّى "العنف النفسي" الذي تعرض له وممارسات عائلته بحقه، موضحاً أن "هذه الأزمة جعلتني أحرّم التفكير بالزواج مرّة أخرى"، مبدياً أسفه من "انحياز أبنائه لجانب والدتهم وسلوكهم تجاهه".