تحدث باحثون في الشأن السياسي، الخميس 12 كانون الأول 2024، عن لقاء المرجع الديني الأعلى في النجف، علي السيستاني، بممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمّد الحسان، مشيرين إلى مشروع سياسي في العراق ولبنان وقرار بترميم النظام السياسي في العراق.
وتوقع، أستاذ العلوم السياسية إياد العنبر، في حديث لبرنامج المقاربة وتابعته "الجبال"، أن "يُطرح مشروع سياسي شيعي في لبنان والعراق يفك الارتباط عن المشروع الإيراني"، مبيناً أن "ايران تتوقع تحدياً أكبر للمحور".
وذكر أن "القوى السياسية ردت على وصية المرجع حول الفساد بالعفو العام عن الفاسدين"، مبيناً أن "النقاشات في واشنطن التي تحدث عنها ممثل يونامي تتضمن ضرب العراق".
وأضاف: "لم يتم تنفيذ أية وصية من وصايا المرجعية حتى الآن"، بالإضافة إلى "عدم إعطاء أهمية لزيارتين لممثل يونامي إلى المرجع خلال شهر تجاهل لحقيقة الحراك".
وأشار العنبر إلى أن "الحكومة أكدت أن السلاح المقصود ببيان المرجعية هو سلاح الفصائل وقطعت التأويل".
من جانبه، قال الباحث بالشأن السياسي عباس العرداوي، إن "هناك ضمانات من سوريا بعدم المساس بالمقدسات".
وأوضح أن "إيران تمتلك مشروع الحضارة الإسلامية قبالة الشرق الأوسط الجديد"، لافتاً إلى أن "محور المقاومة يمر بصدمة ويحتاج لإعادة تأهيل نفسه".
وأكد أن "وصايا المرجعية قد تتحول إلى معيار لقبول الشخصيات للدخول للعمل السياسي"، مبيناً أن "مأسسة الفصائل وتحويلها إلى العمل السياسي مطروح لكنه بيد التنسيقية".
وأشار إلى أن "التحدي القادم ليس أمنياً أو عبر داعش بل من داخل النظام السياسي"، موضحاً أن "القوى السياسية تجاهلت وصايا المرجعية ولم تخصص وقتاً لمناقشتها".
ولفت العرداوي، إلى أن "هناك قراراً بترميم النظام باستبدال القوى السياسية في الانتخابات المقبلة"، مؤكداً أن "وصايا المرجع الأعلى تتعلق بمستقبل ومصير النظام السياسي".
وأضاف: "لا حديث يعلو على المرجعية وحتى حديث المحور"، وقد "تمت مغادرة الحديث عن إخراج القوات الأميركية بعد أحداث سوريا"، حسب رأيه.
"التطبيع"
رئيس تحرير جريدة المستقل، علاء الخطيب، أشار إلى أن "المبعوث الأممي تحدث مع المرجع عن وضع الشيعة في سوريا"، كما أن "ممثل يونامي لمّح لقرارات عاجلة على العراق اتخاذها"، مؤكداً أن "زيارة ممثل اليونامي إلى المرجع جاءت بعد إحاطته بمجلس الأمن".
وقال الخطيب في المقابلة التي تابعتها "الجبال"، إن "مستشار الأمن القومي تحول من (لن تسبى زينب مرتين) إلى نحن مع خيار الشعب السوري"، موضحاً أن "عوامل الشرق الأوسط الجديد هي إثارة الطائفية وتحويل العراق لمطبّع مع إسرائيل"، حيث أن "العراق الجديد الذي تريده واشنطن هو عراق مطبع مع إسرائيل وقطع علاقاته مع إيران".
ولفت إلى أن "تصريحات خامنئي قد تشير لعمليات من المحور تختلف عن المعتاد"، مبيناً أن "المرجعية لا تقصد المجيء بكفاءات بالشهادات بل بأفكار سياسية مختلفة".
وأشار الخطيب إلى "بيانات صدرت من تركيا تدعو العراقيين للاستعداد التغيير"، كما أن "زيارة الحلبوسي إلى أميركا تضمنت حديثاً عن مستقبل العراق".
وأضاف: "هناك مسلحون مدربون أميركياً في التنف على الحدود العراقية"، بالإضافة إلى وجود "اتفاق أميركي بين قسد وتحرير الشام قرب القوات لحدود العراق".
واليوم، التقى المرجع السيستاني، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق، في مقره بمدينة النجف، وذلك للمرة الثانية خلال قرابة شهر.
وعقب اللقاء، كشف الحسان عن بعض مضامين الاجتماع بقوله إن "المرجع الأعلى حريص على العراق والحفاظ عليه من أي تجاذبات تحدث في المنطقة"، وقد "أطلعت اليوم المرجعية الدينية حول اللقاءات التي أجريت في أميركا حول العراق"، و"ناقشنا سبل تجنب العراق أي تجاذبات تضر به"، و"هناك تنسيق مباشر مع اليونامي والحكومة العراقية".
الحسان أكد في حديثه خلال المؤتمر الصحفي بعد لقاء السيستاني، أن "العراق يجب ألا يكون ساحة لتصفية الحسابات".
وكان الحسان قد اجتمع، في 4 تشرين الثاني الماضي، مع المرجع الديني الأعلى بالعراق، في مدينة النجف، وبحث معه حينها تطورات الأحداث الأمنية والسياسية إثر الحرب الدائرة في جبهتي غزة ولبنان، وضرورة تلافي العراق الانجرار إلى ساحة المعركة بشكل مباشر. ودعا السيستاني وقتها العراقيين ببيان إلى "مكافحة الفساد بمختلف المستويات، وحصر السلاح بيد الدولة، منع التدخلات الخارجية، وتحكيم سلطة القانون في البلاد"، مؤكداً أن أمام العراقيين طريقاً طويلاً لتحقيق ذلك".