"محور إيران وصل إلى مراحله النهائية".. محللون: سقوط الأسد سيكون له تداعيات كبيرة على العراق

"ستحدث تطورات في قادم أيام"
تحدث محللون وخبراء سياسيون، عن آثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، على "محور المقاومة" وإيران، مشيرين إلى توقعاتهم بخصوص العراق.
أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، حذر من تداعيات كبيرة على العراق بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فيما أكد تلقي المشروع الإيراني ضربة موجعة.
وقال العرداوي، في حديث لـ"الجبال"، إنه "لا يمكن الجزم الآن بتأثير سقوط الأسد على العراق، فالوقت لا زال مبكراً ويعتمد على طبيعة تطورات الأحداث في الساحة السورية، ومواقف النظام الجديد من العراق".
وأضاف: "من المؤكد أن هذا الحدث الكبير ستكون له تداعياته على العراق والمنطقة عموماً، فمشروع الإسلام السياسي الإيراني تلقى ضربة موجعة، وسيخسر الكثير من شرعيته الشعبية، وفي حال سارت الأمور بسلام حتى الانتخابات القادمة فستتعرض القوى العراقية التابعة إلى هذا المشروع إلى خسارة انتخابية كبيرة تنقله من مركز القرار في بغداد إلى هامشه".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن "هذا الحدث قد يدفع ببعض القوى السياسية العراقية إلى اتخاذ قرار لفك الارتباط التدريجي مع طهران بسبب خسارة الأخيرة لمصداقيتها الإقليمية والدولية في دعم حلفائها"، مؤكداً أن "لهذا العراق مقبل على تطورات كبيرة وكثيرة خلال المرحلة المقبلة".
الباحث في الشؤون السياسية من واشنطن عقيل عباس، أكد أن سقوط بشار الأسد في سوريا خسارة كبيرة جداً الى ايران ومحورها، متوقعاً حدوث تطورات في الأيام القادمة.
وقال عباس، في حديث لـ"الجبال"، إن "الخاسر الأكبر من سقوط بشار الأسد هي إيران، والخسارة هي التفكك شبه التام لما يسمى (محور المقاومة) فهي في لبنان خسرت وسوريا الآن خسرت، وخسارة سوريا تعتبر خسارة كبرى لإيران، فترميم محور المقاومة في لبنان كان ممكن رغم صعوبته من خلال سوريا، الآن هذا الخيار ذهب بعد سقوط بشار الأسد".
وأكد أن "العراق ما تبقى من محور المقاومة، وهذا المحور في العراق من الأساس يخضع لتحديات كثيرة منها مؤسساتية من قبل الحكومة العراقية، فالحكومة تتعايش مع فكرة محور المقاومة على مضض، لكن ترد عليها"، مبيناً أن "المجتمع العراقي كذلك لديه مشكلة مع هذا المحور".
وأضاف: "الآن القوى السياسية في العراق المعارضة لفكرة محور المقاومة والرأي العام المعارض سوف يتشجعون أكثر لرفض الفصائل ونقدها والتشديد على ضبطها".
ولفت الباحث في الشؤون السياسية من واشنطن، إلى أن "المهم الآن أن تستطيع الحكومة العراقية الاستفادة من فرصة الضعف الحالية التي تمر بها إيران ومحورها وللفصائل تحديداً"، مرجحاً أن تكون "هناك مجموعة تطورات ربما تحدث في قادم أيام، فكل شيء سيكون وارد خلال المرحلة المقبلة".
أكد المحلل السياسي غالب الدعمي، اليوم الاثنين، ان العراق لن يكون خارج معادلة انهاء "اذرع ايران" في المنطقة، التي تعمل عليه الولايات المتحدة الامريكية مع دول مختلفة أخرى.
وقال الدعمي، في حديث لـ"الجبال"، إن "العراق وفق المعطيات سيكون الهدف القادم بعد لبنان سوريا، بطريقة أو بأخرى، فالولايات المتحدة الأميركية تعمل ضمن مرحلة نهاية مرحلة (الأذرع المقاتلة)، والآن سوريا انتهت وأصبحت دولة فاصلة بين جنوب لبنان والعراق، الذي يعتبر الممر الحيوية لجنوب لبنان، وفي لبنان تم تغير مزاج الحكم فيها، فلا نعتقد أن مسؤولاً في لبنان سوف يتعامل ويتفاهم مع حزب الله، وهذا يعني أن الحزب انتهى كأداة من أدوات محور المقاومة، وكذلك غزة تدمرت".
وأضاف أن "العراق حالياً فيه النظام مهترئ والفساد فيه منتشر بشكل كبير وخطير، والشعب العراقي ينقم على الحكومات العراقية والطبقة السياسية بصورة عامة، خاصة الحكومات التي تشكلها في الغالب جماعات مقربة من إيران، وهنا المشكلة الأكبر، فالإعلام الغربي استطاع رسم صورة أن دولة يدخل فيها نفوذ إيران يكون فيها دماراً".
وختم المحلل السياسي حديثه بالقول، إن "المحور الإيراني في المنطقة والعراق تحديداً ضعف فعلاً، وهذا المحور وصل إلى مراحله النهائية"، مؤكداً أن "العراق لن يكون خارج هذه المعادلة التي تنوي القضاء على أذرع إيران في عموم المنطقة".
المزيد من المنشورات