"الابتعاد عن الانتقام".. مفكر عربي ينصح السوريين بتجاوز أخطاء العراق وليبيا

3 قراءة دقيقة
"الابتعاد عن الانتقام".. مفكر عربي ينصح السوريين بتجاوز أخطاء العراق وليبيا عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

دعا إلى تشكيل حكومة جديدة وكتابة دستور

دعا المفكر العربي عزمي بشارة، إلى تشكيل حكومة انتقالية ومجلس عسكري في سوريا، مع تغيير القيادات المتورطة في جرائم نظام الأسد السابق، محذراً من منطق "الانتقام" أو الاستعانة بأي جهة خارجية.

 

وفي صباح اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، أعلنت فصائل المعارضة السورية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، و"بدء عهد جديد" لسوريا، بعد دخول قواتها العاصمة دمشق، فجراً.

 

وفي مقابلة مع تلفزيون سوريا، ظهر اليوم، وصف مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة، اللحظة التي يعيشها السوريون اليوم، عقب سقوط نظام الأسد، بأنها "لحظة حرية طال انتظارها"، رغم كل المآسي التي عانوها.

 

واعتبر أن النظام السوري كان أجوفاً من الداخل، وعاش معتمداً على الدعم الإيراني والروسي مثل "عكاكيز خارجية"، مشيراً إلى أن بقاءه في السلطة لم يكن سوى "وهم دعمه حلفاؤه الدوليون".

 

وقال بشارة إن ما جرى في سوريا اليوم "إنجاز للشعب السوري"، وإن "تحرير سوريا لم يأتِ من قوى أجنبية".

 

ودعا بشارة إلى "الحكمة والعقلانية" في التعامل مع المرحلة المقبلة في البلاد، محذراً من أي تدخل خارجي في تشكيل مستقبل البلاد، لأنه "سيكون بمنزلة إعادة إنتاج للأزمات التي شهدتها دول أخرى كالعراق وليبيا"، على حد قوله.

 

وأوضح أن الشعب السوري يتذكر جيداً من دعمه في محنته، لكنه يرفض أي نفوذ سياسي يمس سيادته"، داعياً "الدول المجاورة إلى احترام إرادة الشعب السوري وتجنب السعي إلى إقامة مناطق نفوذ داخل الأراضي السورية".

 

وأكد أن "الشعب السوري لا تنقصه الكفاءات، وهو صاحب القرار في بناء دولته"، مشدداً على بناء "مؤسسات وطنية قوية تحوّل قدراته إلى طاقة بنّاءة".

 

ولفت إلى "ضرورة تشكيل حكومة انتقالية ومجلس عسكري يعيد بناء الجيش من دون تفكيكه، مع تغيير القيادات العسكرية المتورطة في جرائم النظام".

 

وكان زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، دعا قواته إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها "ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسمياً".

 

خارطة طريق

 

وحذر مدير المركز العربي، من استخدام "منطق الانتقام"، وقال يجب الابتعاد عن "الانتقام في بناء دولة ديمقراطية".

 

واستشهد بما وصفه بـ"التجارب المريرة" في دول أخرى أظهرت خطورة تدمير مؤسسات الدولة أو تقسيمها على أسس طائفية. وقال: "الهدم سهل لكن إعادة بناء الوحدة الوطنية أصعب بكثير".

 

ودعا بشارة الى كتابة "دستور جديد للبلاد، وضمان حقوق كل السوريين" للتخلص تدريجياً من حالة الانقسام في الوضع السوري.

 

وأكد أن "سوريا ستبقى دولة واحدة رغم تعدد القوى التي تسيطر على مناطق جغرافية مختلفة"، مشيراً إلى أن "لديه ثقة في قدرة السوريين على بناء دولة ديمقراطية قوية، شرط أن يتعلموا من التجارب السابقة ويتجنبوا أخطاء الماضي".

 

وقال إن "سوريا الحرة والديمقراطية ليست حلماً مستحيلاً، بل مستقبل يقترب مع كل خطوة يخطوها السوريون نحو المصالحة والبناء".

الجبال

نُشرت في الأحد 8 ديسمبر 2024 05:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.