"الحوار" وانتقاد حكومة الاسد في اجتماع دول استانا بالدوحة حول الازمة السورية  

5 قراءة دقيقة
"الحوار" وانتقاد حكومة الاسد في اجتماع دول استانا بالدوحة حول الازمة السورية    صورة نشرتها الخارجية التركية خلال اجتماع وزراء خارجية دول «أستانا» في الدوحة

المباحثات سوف تستمر

شددت روسيا الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد السبت على أنه لا يمكن السماح لـ"جماعة إرهابية" بالسيطرة على سوريا، وذلك بعد التقدم المباغت لفصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام وسيطرتها على مدن رئيسية خلال الأيام الماضية.

 

وأتى ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقى في الدوحة نظيريه الإيراني عباس عراقجي والتركي هاكان فيدان على هامش منتدى الدوحة السنوي للحوار السياسي، في محاولة من هذه الدول المعنية بالنزاع السوري لتجنب الفوضى في البلاد.

وقال لافروف إنه "من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر في العام 2015) الذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها".

ويشير لافروف بذلك الى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) التي تشكل رأس الحربة في الهجوم الواسع الذي بدأته مع فصائل معارضة حليفة لها في 27 تشرين الثاني.

 

 محادثات سياسية عاجلة

بعد اللقاء بين وزراء خارجية الدولة الثلاث المشاركة في صيغة أستانا التي أطلقت عام 2017 سعيا لاسكات صوت الأسلحة في سوريا، اتفقت الأطراف على أن "الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المشروعة يجب أن يبدأ".

وقالت وزارة الخارجية التركية إن الاجتماع كان "بناء" وتم الاتفاق على أن "المحادثات بصيغة أستانا ستستمر" بعد أن أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن "أمله" أن "تجد سوريا المجاورة السلام".

وقد هبت موسكو وطهران لنجدة الرئيس السوري بشار الأسد وساعدتاه عسكريا للقضاء على المعارضة، فيما أنقرة التي لا تنخرط مباشرة في عمليات على الأرض، تنظر بعين الرضا إلى تقدم الفصائل المعارضة راهنا.

لكن الوضع انقلب رأسا على عقب في الأيام الأخيرة بعد المكاسب السريعة التي حققتها فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، على حساب القوات الحكومية التي تلقت على مدى الأعوام الماضية دعما من إيران وروسيا.

وشدد عراقجي، على أهمية الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة. وقال إن "الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المشروعة يجب أن يبدأ".

الا أن التطورات الميدانية تبدو أسرع من محاولات التوصل الى صيغة سياسية.

وقال حسن عبد الغني القيادي في الفصائل المعارضة السبت "بدأت قواتنا تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق"، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن انسحاب القوات الحكومية من مناطق تبعد 10 كيلومترات فقط عن العاصمة.

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع السورية أن "لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق"، في حين نفت الرئاسة تقارير عن مغادرة الأسد دمشق.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إنه دعا خلال الاجتماعات في الدوحة إلى "محادثات سياسية عاجلة في جنيف من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254" الذي تم تبنّيه عام 2015 وأقرّ تسوية سياسية في سوريا التي تشهد حربا مدمّرة منذ العام 2011.

 

فشل المصالحة

وبقيت قطر التي قدمت دعما مبكرا للفصائل المعارضة التي انتفضت ضد نظام الأسد في العام 2011 قبل أن تغرق البلاد في نزاع دام، منتقدة شرسة للرئيس السوري في موازاة دعواتها إلى حل دبلوماسي للنزاع.

وفي تطرقه إلى الأوضاع السورية في الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن الأسد فشل في اغتنام الفرص خلال فترة الهدوء الحرب في البلاد سواء "في ما يتعلق بعودة اللاجئين أو المصالحة مع شعبه".

وكان عراقجي قد قال قبل الاجتماعات إنه أجرى محادثات "صريحة ومباشرة للغاية" مع نظيره التركي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

بدوره أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت عن "أمله" في أن تحظى سوريا "بالسلام الذي تحلم به منذ ثلاثة عشر عاما".

وقال "أملنا ان تجد جارتنا سوريا السلام والهدوء اللذين تحلم بهما منذ ثلاثة عشر عاما"، مؤكدا أن سوريا "تعبت من الحرب والدماء والدموع".

وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني ، بدأ تحالف من فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام هجوما من معقله في إدلب، وسيطر خلال أيام على مدينتي حلب وحماة الرئيسيتين وأعلن بدء "تطويق" العاصمة دمشق في هجوم خاطف يضعف نظام الرئيس بشار الأسد بشكل متزايد.

ويمثل تقدم فصائل المعارضة الذي سهله انهيار الجيش السوري في مناطق عدة، نقطة تحول في مسار الحرب في سوريا التي اندلعت عام 2011 بسبب قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية.

وقال عراقجي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه العراقي والسوري في بغداد الجمعة إن الهجوم في سوريا يشكل "تهديدا" للشرق الأوسط بأكمله.

وأضاف "لن يقتصر هذا التهديد على سوريا وسيؤثر على الدول المجاورة لسوريا مثل العراق والأردن وتركيا".

الجبال

نُشرت في السبت 7 ديسمبر 2024 10:51 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.