"أمنستي" تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة: هذه الحقيقة صيحة للمجتمع الدولي

6 قراءة دقيقة
"أمنستي" تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة: هذه الحقيقة صيحة للمجتمع الدولي شعار منظمة العفو الدولية

اتّهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، إسرائيل بارتكاب جريمة "إبادة جماعية" ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة، معربة عن أملها بأن يكون هذا التقرير "بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي".

 

وقالت المنظمة الحقوقية في بيان بالعربية نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، إنّ "بحوثها وجدت أدلّة وافية تثبت أنّ إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال ترتكب، جريمة الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزّة المحتلّ".

 

ونقل البيان عن أنييس كالامار، الأمينة العامة لأمنستي، قولها إنّ "تقرير منظمة العفو الدولية يظهر بوضوح أنّ إسرائيل ارتكبت أفعالاً تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدّد وهو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزّة".

 

وفي تقريرها وعنوانه "بتحسّ إنّك مش بني آدم: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة" الواقع في 300 صفحة، قالت المنظمة إنّ الأدلة التي جمعتها توثّق "فتح إسرائيل أبواب الجحيم والدمار على الفلسطينيين في قطاع غزّة، بصورة سافرة ومستمرة، مع الإفلات التام من العقاب، أثناء هجومها العسكري على القطاع عقب الهجمات المميتة التي قادتها حماس في جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023".

 

وأوضحت المنظمة أن التقرير يفصّل "انتهاكات إسرائيل في قطاع غزّة على مدى التّسعة أشهر التي انقضت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأوائل تموز/يوليو 2024 بالاستناد إلى مقابلات مع 212 شخصاً، من بينهم ضحايا وشهود فلسطينيون وأفراد من السلطات المحلية في قطاع غزّة وعاملون في مجال الرعاية الصحية"، مشيرة إلى أنها "أجرت أبحاثا ميدانية وعكفت على تحليل مجموعة واسعة من الأدلة المرئية والرقمية، بما فيها صور الأقمار الصناعية".

 

وأكّدت أنها تستند إلى معايير حددتها اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

 

وشدّدت الأمينة العامة للمنظمة على أنّ "نتائجنا الدامغة يجب أن تكون بمثابة صيحة تنبيه للمجتمع الدولي: هذه إبادة جماعية، ولا بدّ أن تتوقف الآن".

 

وأشارت الوكالة إلى "نمط أوسع من الهجمات المباشرة المتكررة على المدنيين والأعيان المدنية أو الهجمات العشوائية المتعمدة" ليضاف ذلك إلى "تدمير مرافق البنية التحتية الداعمة للحياة، والاستخدام المتكرر لأوامر الإخلاء الجماعي الواسعة النطاق، بهدف التهجير القسري لجميع سكان قطاع غزّة وحرمانهم من الخدمات الأساسية، والمساعدات الإنساني وعرقلة إيصالها إلى القطاع وبداخله".

 

ورفضت إسرائيل مراراً الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "إبادة جماعية"، واتهمت حماس باستخدام المدنيين "دروعاً بشرية".

 

وأدّى هجوم حماس إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب فرانس برس. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.

 

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، قُتل ما لا يقل عن 44,532 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، والتي تقول الأمم المتحدة إنّ بياناتها جديرة بالثقة.

 

وأعلنت إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023 "حصاراً كاملاً" على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه حوالى 2,4 مليون نسمة، مؤكدة "لا كهرباء، لا ماء، لا غاز"، وتفرض الآن قيوداً صارمة على توصيل المساعدات.

 

وأكّدت منظمة العفو أن الفلسطينيين يواجهون "سوء التغذية والجوع، والمرض" مضيفاً أن إسرائيل "ساقت الفلسطينيين إلى موت بطيء ومتعمد".

 

"محو غزة" 


منذ الهجوم الذي شنّته حماس، تكرر إسرائيل حجتها بـ"الحقّ في الدفاع عن نفسها وتعهّدت القضاء على الحركة".

 

لكن كالامار قالت في التقرير إن "إسرائيل ظلّت تزعم مراراً أنّ أفعالها مشروعة، ويمكن تبريرها بهدفها العسكري المتمثل في القضاء على حماس. لكنّ قصد الإبادة الجماعية يمكن أن يكون قائماً إلى جانب الأهداف العسكرية، ولا يتعيّن بالضّرورة أن يكون هو القصد الأوحد لدى إسرائيل".

 

وأضافت أن "الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد الإسرائيليين والضحايا من جنسيات أخرى لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسوّغ الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع".

 

وبحسب التقرير، فإنّ 15 غارة جوية إسرائيلية نُفّذت بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و20 نيسان/أبريل 2024 أسفرت عن مقتل 334 مدنياً، من بينهم 141 طفلا، والمنظمة "لم تجد بشأن هذه الغارات أيّ دليل على أنّها كانت موجهة نحو أهداف عسكرية".

 

وذكر التقرير تصريحات صادرة عن كبار المسؤولين عن إدارة الهجوم العسكري، تدعو "إلى ارتكاب أفعال الإبادة الجماعية أو تبررها مع ترديد مثل هذه اللغة بكثرة، بما في ذلك على ألسنة الجنود الإسرائيليين في الميدان، كما يشهد على ذلك المحتوى السمعي المرئي الذي تحققت منه منظمة العفو الدولية، حيث يظهر الجنود وهم يطالبون بـ "محو غزّة".

 

وقالت كالامار "إذا أخذنا بعين الاعتبار السياق القائم من قبل الذي ارتكبت فيه هذه الأفعال، من التجريد من الممتلكات، والأبارتهايد، والاحتلال العسكري غير المشروع، نجد أنفسنا أمام استنتاج واحد منطقي لا مفر منه، وهو أن قصد إسرائيل هو التدمير المادي للفلسطينيين في قطاع غزّة".

 

وحذّرت من أنّ "الدول التي تواصل توريد الأسلحة لإسرائيل في هذا الوقت تخلّ بالتزامها بمنع الإبادة الجماعية"، محذّرة إياها من أنها عرضة بالتالي لأن "تصبح متواطئة في الإبادة الجماعية".

 

ووعدت منظمة العفو  بأن تنشر تقريراً عن الجرائم التي ارتكبتها حماس خلال الهجوم الذي شنّته على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. والذي خطف خلاله 251 شخصاً من إسرائيل واقتيدوا إلى قطاع غزة بينهم 97 لا يزالون محتجزين فيه فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 35 منهم قضوا.

الجبال

نُشرت في الخميس 5 ديسمبر 2024 10:50 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.