مع تقدم الفصائل السورية المسلحة في مناطق شمال سوريا، والاستيلاء على العديد من المناطق أبرزها مدينة حلب، من المرجح أن تشارك فصائل عراقية في سوريا، إلى جانب النظام السوري.
وتسارعت الأحداث في الشمال السوري خلال الساعات القليلة الماضية، حيث واصلت الفصائل السورية المسلحة، تقدمها في مناطق حلب وإدلب لليوم الثالث، بينما أقر الجيش السوري بانسحابه مع استيلاء الفصائل الكردية المسلحة على مطار حلب الدولي.
واليوم السبت 30 تشرين الثاني 2024، أعلنت الفصائل المسلحة عن إطلاق عملية "فجر الحرية" بهدف الاستيلاء على مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في ريف حلب الشرقي. وقالت إن الهدف من العملية هو "تحرير المناطق المغتصبة من قبل نظام الأسد وميليشياته الإيرانية الطائفية، وتحرير السوريين من الظلم والإجرام"، حسب تعبيرها.
النجباء: المحور سيرد
عضو المجلس السياسي لحركة النجباء، فراس الياسر، تحدث لـ"الجبال" عن الهدف من خوض الفصائل السورية المعارضة حربها الآن، مرجحاً أن يرد "محور المقاومة" على هذه الأحداث.
وقال الياسر تعليقاً على ما جرى في سوريا، إنه "ليس هناك شيء بالصدفة مع الإعلان عن إيقاف إطلاق النار في جنوب لبنان على السرعة بدأ الهجوم على حلب بالتالي هذه ورقة أخرى من أوراق المشاريع الصهيو - أميركية الهدف منها محاولة عدم منح محور المقاومة إعادة ترتيب أوراقه خاصة حزب الله وبعض الساحات".
وأشار، إلى أن "الهدف الرئيسي الواضح هو قطع طريق إمداد الدعم ما بين الجمهورية الإسلامية وما بين سوريا وما بين لبنان"، مبيناً أن "الأطراف المجتمعة، تركيا مع دول الخليج مع الولايات المتحدة مع الكيان الغاصب، وهناك صراع واضح بين محور المقاومة وهذا المحور"، لذلك "أعتقد أن المحور سيحاول أن يقض مضجع هذا المشروع وهو يمتلك الكثير من أوراق الضغط".
سيد الشهداء: قد نشارك
من جانبه، كشف المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، في حديث لـ"الجبال"، عن إمكانية أن تشارك الفصائل العراقية المسلحة في المعارك القائمة في سوريا، مشيراً إلى أهدافها.
وقال إن "ما يجري في سوريا ليست أحداثاً داخلية وبالتالي يمكن أن تنعكس علينا بشكل مباشر، وأكثر دولة ممكن تتأثر هو العراق"، موضحاً أن "العراق أخذ احتياطات كبيرة ومهمة وأعاد انتشار قوات الحشد الشعبي والجيش لمنع تسلل الإرهابيين إلى العراق وإثارة الخلايا النائمة من داعش".
وأوضح أن "موقع سوريا مهم واستراتيجي ونعتقد أن أميركا وإسرائيل هم من حرّك هؤلاء من أجل خللخة الوضع وزعزعة الأمن في سوريا وقطع خطوط الإمداد عن حزب الله في لبنان"، مؤكداً أنه "سيكون موقف مهم للعراق بهذه المسألة وفصائل المقاومة تدرس الآن التهديدات التي قد تنشأ من هذه الأحداث والحركات".
وأشار الفرطوسي، إلى أن "هؤلاء ليسوا معارضة سورية والذين نشاهدهم والمعلومات الاستخباراتية عن عدد مقاتلين أجانب، والتعاون المباشر بينهم وبين الاستخبارات الأوكرانية وتدخل تركيا وبعض الدول التي ترتبط بالمشروع الأميركي والإسرائيلي من دول الخليج يعطي دلالة على تدخل هذه الدول من أجل زعزعة النظام"، مبيناً أن "هذه الحركة بهذا الوقت بالذات بعد يوم من وقف إطلاق النار في لبنان لا يخدم العرب والمسلمين بل الجانب الإسرائيلي الذي لجأ لهذا الخيار بعد أن كان يحذر من الجولان وأزال الألغام وعمل خطوط النقل والتموين ثم غيّر مساره وذهب للحرب الصفرية لأن دخوله على الجولان كان سيكلفه خسائر كبيرة فذهب لتحريرك الجماعات المتطرفة بذلك يحصل على إنجازات وبخسائر قيمتها صفر".
وأكد الفرطوسي، أن "الهدف هو قطع خطوط الامداد والحفاظ على استقرارها وأمنها هو هدف كبير يجب العمل عليه"، مشيراً، في حديثه عن موقف الفصائل العراقية المسلحة، أنه "لا نستبعد المشاركة" لكن "الآن لا توجد قوات لكتائب سيد الشهداء في سوريا".
اجتماع للفصائل
في الأثناء، تعتزم هيئة تنسيقية المقاومة في العراق، عقد اجتماع مهم خلال الساعات المقبلة لاتخاذ قرارات مهمة بشأن الأحداث في سوريا.
وقال مصدر مسؤول في الهيئة، في حديث لـ"الجبال"، إن "قادة الفصائل المسلحة المنضوية في هيئة تنسيقية المقاومة سيعقدون اجتماعاً مهماً في العاصمة بغداد خلال الساعات المقبلة، من أجل مناقشة التطورات الأمنية والعسكرية الأخيرة في سوريا واتخاذ بعض القرارات بشان ذلك".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "قادة الفصائل المسلحة العراقية، سيبحثون قضية إرسال تعزيزات عسكرية من المقاتلين وغيرها إلى سوريا لدعم الجيش السوري، كخطوة احترازية لإبعاد أي خطر مستقبلي على العراق، خاصة أن هناك فصائل عراقية متواجدة في سوريا لغاية الآن وتحتاج إلى إمدادات من الدعم العسكري المختلف".