اعتبر الكرملين (مقر الرئاسة الروسية) أن ما يحدث في حلب شمال سوريا "اعتداء على السيادة السورية"، داعياً لسلطات البلاد إلى "إعادة فرض النظام" بصورة "عاجلة" في محيط المدينة التي تتقدم نحوها مجموعات مسلّحة في إطار هجوم واسع النطاق تشنه بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح لصحفيين، اليوم الجمعة: "نطالب السلطات السورية بإعادة فرض النظام بصورة عاجلة في هذه المنطقة" معتبراً أن الهجوم المتواصل "اعتداء على سيادة سوريا".
ومنذ يومين، شنت فصائل مسلّحة معارضة للنظام السوري، هجوماً واسع النطاق ضد قوات النظام والفصائل الموالية لإيران في مناطق مختلفة من حلب وإدلب شمال غرب البلاد. والاشتباكات العسكرية مستمرة بين الطرفين حتى الآن.
وصرح مصدر أمني سوري، رفض الكشف عن اسمه، لفرانس برس، بوصول تعزيزات عسكرية إلى مدينة حلب، مشيراً إلى "نشوب معارك واشتباكات عنيفة من جهة غرب حلب"، مؤكداً أنها "لم تصل إلى حدود المدينة".
وأسفرت المعارك الدائرة بشمال سوريا عن مقتل 242 شخصاً على الأقل منذ الأربعاء، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وحسب المرصد، "هذه المعارك تعدّ الأعنف في المنطقة منذ سنوات، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف حلب"، كبرى مدن شمال سوريا.
ووصل مقاتلو هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها اليوم الجمعة إلى مشارف حلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "القتال وصل الآن إلى مدينة سراقب الاستراتيجية" الخاضعة لسلطة النظام، مضيفاً أنه "إذا تمكن المتمردون من السيطرة عليها، فقد يؤدي ذلك إلى محو مكاسب النظام في المنطقة منذ خمس سنوات".
وأوضح أن المسلّحين "سيطروا الآن على نحو 50 بلدة وقرية" في محافظتي إدلب وحلب، لافتاً إلى أنه "من الغريب أن نرى قوات النظام تتلقى ضربات قوية كهذه رغم الغطاء الجوي الروسي والمؤشرات المبكرة على أن هيئة تحرير الشام ستشن هذه العملية".
وقصف المسلّحون حلب للمرة الأولى منذ أربع سنوات، واستهدفوا المدينة الجامعية فيها، ما أدّى إلى مقتل أربعة مدنيين، حسبما أفادت وكالة سانا الرسمية.