مع مواصلة الموصليين جهودهم لإعادة صور تاريخ مدينتهم وحضارتها القديمة بعد تعرضها لضرر كبير إثر الإرهاب، ومن بين تلك الجهود إعادة إعمار جامع النوري الكبير ومئذنته الشهيرة "الحدباء" والتي تكاد تكتمل.
وتتألف المئذنة من سبعة طوابق، فيما تظهر الصور اكتمال أعمال الترميم في الطابق السابع والأخير للمئذنة بارتفاع 40 متراً، وبقاء الشرفة والشمعة فوقها قيد الترميم، إذ من المنتظر اكتمال أعمال الترميم كاملة خلال أيام.
ويتحدث نور الدين عباس عن فرحته التي "لا توصف" وفق تعبيره، بعد أن أكمل صناعة الهلال الجديد لمنارة الحدباء، حيث يقول: "شاركت بإعادة إعمار منارة الحدباء، رمز مدينتي الموصل وحضارتها العريقة. أنا صفار من جيلٍ لجيل، أحمل إرث أجدادي منذ 30 عاماً، واليوم، أكملت صناعة هلال الحدباء الجديد، ليُزيّن منارة جامع النوري من جديد".
ويضيف عباس: "صنعتهُ من النحاس الأحمر، كما كان الهلال القديم، مُقاوماً للحرارة والبرودة، وزنه 35 كيلوغرام، وطوله مترين".
وتابع: "كموصلي، أشعر بالفخر لإسهامي في إحياء تاريخ مدينتي وتراثها. مستعدٌ للعمل حتى بالمجان في سبيل إعادة بناء معالم الموصل ورؤية منارتها تُشرقُ من جديد".
وسميت المئذنة بهذا الاسم بسبب شكلها المحدّب نحو الشرق، وهي أشهر أجزاء جامع النوري الكبير الذي يمتد عمره لأكثر من تسعة قرون، والجزء الوحيد المتبقي من البناء الأصلي للجامع الذي شيّد على يد "نور الدين زنكي" في القرن السادس الهجري.
ويعتبر جامع النوري ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وقد أعيد إعماره مرات عدّة كانت آخرها في عام 1363بالتاريخ الهجري و1944بالميلادي، لكن عقب سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل عام 2014 والحرب على الإرهاب حتى 2017، تعرض الجامع بمئذنته الشهيرة إلى التدمير.