تترقب السلطات العراقية، ضربة "إسرائيلية" على العراق، اعتبرتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب "حتمية"، بينما يتوقع خبراء أن العراق مقبل على "مرحلة خطيرة"، خصوصاً وأن "إسرائيل" حددت أهدافها في الداخل العراقي.
وقال عضو اللجنة الخارجية مختار الموسوي، السبت 23 تشرين الثاني 2024 إن "الضربة الإسرائيلية على العراق أصبحت حتمية والحكومة العراقية كانت واضحة بذلك من خلال التصريحات الرسمية التي أطلقتها خلال الساعات الماضية، وهذا ما يعني دخول العراق والمنطقة بمرحلة خطيرة وكبيرة خلال الأيام المقبلة".
وأوضح الموسوي في حديث لـ"الجبال"، أن "العراق تحرك سريعاً نحو المجتمع الدولي عبر إرساله رسائل مختلفة، كونه أدرك أن الضربة حتمية وهناك رسائل وصلت إلى الجهات العراقية تؤكد ذلك، ولهذا الحكومة اتخذت بعض الخطوات الاستباقية لهذا العدوان المرتقب".
واستدرك الموسوي بالقول، "لكن تبقى الحكومة العراقية غير قادرة على التصدي لأي هجمات إسرائيلية بسبب عدم الامتلاك لمنظومات دفاع جوي متطورة يمكن رصد أي من الطيران الحربي أو المسير أو الصواريخ المتطورة المختلفة".
واليوم السبت، أعلنت وزارة الخارجية العراقية توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، ونسخ متطابقة عنها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بشأن تهديدات الكيان الإسرائيلي بالاعتداء على العراق.
وأشارت الخارجية العراقية إلى أن "رسالة الكيان الإسرائيلي إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة"، حسب البيان.
المستشار العسكري السابق، اللواء الركن المتقاعد صفاء الأعسم، قال إن "كل المعطيات وكذلك الأدلة تؤكد أن الضربة الإسرائيلية على العراق أصبحت حتمية"، موضحاً أن "حراك العراق نحو المجتمع الدولي، محاولة لتأجيل تلك الضربة أو التقليل منها بمنع استهداف أي منشآت حيوية خاصة الاقتصادية والنفطية".
وأوضح الأعسم في حديث لـ"الجبال"، أن "إسرائيل حددت بنك الأهداف التي تنوي استهدافه في العراق خلال الفترة القليلة المقبلة، وأكيد هذا البنك حصلت عليه عبر طريقين، الأول عبر الطيران التجسس التابعة للكيان الصهيوني، والطريقة الأخرى عبر الولايات المتحدة الأميركية التي تسيطر بشكل شبه كامل على الأجواء العراقية من حيث المتابعة والرصد، ولهذا هناك من يعول على الأميركان بمنع إسرائيل تنفيذ أي ضربات مرتقبة على العراق".
وأضاف الأعسمن أن "الضربة الإسرائيلية الحتمية على العراق سوف تخلق مشاكل أمنية كبيرة وخطيرة داخل العراق، فهذا الأمر سوف يدفع الفصائل المسلحة إلى معاودة استهداف المصالح والأهداف الأميركية في العراق، وهذا قد يدفع واشنطن إلى ضربات عسكرية جديدة ضد تلك الفصائل وقيادتها، ولهذا العراق مقبل على مرحلة خطيرة ولها تداعيات أمنية واقتصادية كبيرة".
وأول أمس الخميس، قدمت الحكومة العراقية، طلباً لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء فى الجامعة لـ"مواجهة تهديدات الكيان الصهيوني".
ووفقاً للطلب، فإن التهديدات تضمنتها الرسالة الموجهة من "الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن والتي يحاول من خلالها توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة، بما فيها العراق".
وكان الخبير في القانون الدولي، حبيب القريشي، علق على إقدام إسرائيل على إقامة شكوى ضد العراق أمام مجلس الأمن الدولي، وقال في حديث لـ"الجبال"، إن "ميثاق الأمم المتحدة حظر استخدام القوة في العلاقات بين الدول في مادته الـ 51"، وإن "هذا الميثاق الذي سمح به وأقرّته الأمم المتحدة، تقيّد بعدة الدفاع عن النفس بشروط، أهمها: أن يكون الدفاع عن النفس رد فعلٍ على هجوم مسلح، وأن يكون هذا الهجوم المسلح من طرف دولة أو من دول، أما الهجوم المسلح من جماعات المقاومة فلا يعطي لرد الفعل صفة الدفاع الشرعي".