ليلة ساخنة تشعل المنطقة بـ 3 ضربات بين العراق ولبنان وإيران.. هل أصبح مسار الحرب حتمياً؟

10 قراءة دقيقة
ليلة ساخنة تشعل المنطقة بـ 3 ضربات بين العراق ولبنان وإيران.. هل أصبح مسار الحرب حتمياً؟

تهديدات تنذر بحرب شاملة

مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، شهدت المنطقة ليلة ساخنة قد تغير قواعد الاشتباك وتربك الوضع القائم في المرحلة المقبلة، بعد توجيه ثلاث ضربات جويّة "انتقائية" متتالية، طالت قيادياً في حزب الله ببيروت، وموقعاً للحشد الشعبي في بابل، ورأس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في قلب طهران.

 

ضربة قاضية لصانع صواريخ حزب الله في بيروت

 

استهدفت إسرائيل، مساء الثلاثاء، منزل القيادي العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، بمنطقة بالضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، ما أدّى إلى مقتله مع ثلاثة مدنيين.

 

وأكد الجيش الإسرائيلي القضاء على شكر، واصفاً أياه بـ"القيادي العسكري الأبرز في منظّمة حزب الله ومسؤول الشؤون الاستراتيجيّة فيها". ووصفه بأنه "اليد اليمنى" للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله".

 

نقلت فرانس برس عن مصدر قريب من حزب الله، أن فؤاد شكر تولّى "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

وتحمّل إسرائيل، شكر، مسؤولية القصف الصاروخي الذي طال مطلع الأسبوع منطقة "مجدل شمس" في الجولان السوري، الذي راح فيه 12 فتى. كما تتّهمه بأنه من بين المسؤولين الأربعة عن تصنيع إيران صواريخ دقيقة قادرة على التسبّب "بمقتل عدد كبير من المدنيّين" في إسرائيل.

 

وتقول واشنطن إنّ شكر أدّى دوراً "محورياً في تفجير ثكنات مشاة البحريّة الأميركيّة ببيروت في 23 تشرين الأوّل/أكتوبر 1983" الذي أسفر عن مقتل 241 عسكرياً أميركياً. وهو من بين قادة حزب الله المدرجين على قوائم الإرهاب الأميركية، وخصصت الخزانة الاميركية مبلغ 5 ملايين دولار مكافأة لأي شخص يدلي بمعلومات عنه.

 

أسفرت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقة القيادي العسكري في مبنى يقع في منطقة حارة حريك المكتظة بالسكان، أمس، عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وإصابة 74 آخرين، خمسة منهم في حالة حرجة، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

 

بغداد: العدوان على بيروت يهدد سلم المنطقة

 

وأدان العراق "العدوان الإسرائيلي" على الضاحية الجنوبية في بيروت، واستهدافه المدنيين والمباني السكنية بطريقة عشوائية، عادّاً ذلك "انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والمواثيق. ويشكل تهديداً خطيراً على استقرار المنطقة".

 

ودعت بغداد في بيان استنكار صادر عن وزارة الخارجية، المجتمع الدولي  إلى تحمل مسؤولياته والتدخل الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات، وحماية المدنيين بلبنان"، محذراً من تداعيات السلبية للضربة على الأمن والسلم الإقليميين.

 

ضربة مباغتة لموقع للحشد الشعبي في بابل

 

بعد ساعات من الاستهداف الإسرائيلي للقيادي اللبناني في بيروت، شنت القوات الأميركية قصفاً جوياً على موقع تابع للحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر شمال بابل، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بالمكان. وصرح مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز" بأن الضربة نُفذت دفاعاً عن النفس.

 

عقب الهجوم، أعلن الحشد الشعبي في بيان مختصر، أن قتلى وجرحى سقطوا بانفجار لم تعرف طبيعته بمنطقة السعيدات في "جرف النصر"، دون ذكر عدد الضحايا، فيما أكد رئيس اللجنة الأمنية لمحافظة بابل، مهند العنزي، أن الضربة تسببت بمقتل 4 أشخاص وإصابة 2 آخرين.

 

خلف الهجوم الأميركي موجة إدانات واستنكارات شديدة من قبل القادة والأطراف السياسية العراقية، رسمية وغير رسمية.

 

الولائي: العدو يتجاوز قواعد الاشتباك

 

شجب قائد كتائب سيد الشهداء أبو الاء الولائي، القصف الأميركي للحشد في جرف الصخر، ودعا إلى اتحاد جميع الأطراف لضمان "حقنا بالعيش".

 

قال الولائي في بيان، "في الوقت الذي يغدر فيه الإرهاب بشيعة باكستان، مخلفاً عدداً كبيرا من الشهداء والجرحى، يتجاسر العدو الصهيوني على تجاوز قواعد في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلّة، معتدياً على المدنيين بالضاحية الجنوبية لبيروت في قصف غادر وجبان، وينفذ الاحتلال الاميركي جريمة غادرة على مواقع رسمية للحشد الشعبي في جرف النصر".

 

وأضاف أن "الجرائم أعلاه بالرغم من تنفيذها بأيد متعدّدة، إلا أنها خططت بيد أميركية، الأمر الذي يؤكد وضوح معسكري الحق والباطل، مما يقتضي على أحرار الأمة عدم الاكتفاء بالتفرج، فقد توحد أهل الباطل على باطلهم، وحري بنا جميعاً أن نتوحد على حقنا في العيش بكرامة وعزّة".

 

يحيى رسول يلوّح باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضد الهجوم

 

علّق  المتحدّث باسم القائد العام للقوات المسلّحة العراقية، يحيى رسول، في أول تعليق رسمي، على القصف الأميركي لجرف الصخر، عادّاً الفعل الأميركي "جريمة نكراء" و"اعتداء سافر" يجر العراق والمنطقة إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة، ويقوّض التنسيق المشترك لمحاربة "داعش".

 

قال رسول في بيان، صباح اليوم: "على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف تواجد وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق، والتحوّل إلى علاقة أمنية ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وتأكيد سيادة العراق وأمنه، إلّا أن قوات  التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداء سافر بعد أن استهدفت، بطائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، مواقعَ عراقية تابعة للأجهزة الأمنية في شمال محافظة بابل، ما أدى لاستشهاد عدد من منتسبي قواتنا الأمنية في الحشد الشعبي، وجرح عدد آخر منهم دون أي مبرر لهذا الفعل العدواني المتهوّر غير المسؤول".

 

وأضاف "هكذا تجاوزات خطيرة وغير محسوبة النتائج، من شأنها أن تقوّض، وبدرجة كبيرة، كل الجهود وآليات وسياقات العمل الأمني المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا، وجرّ العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة"، محمّلاً "قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة لهذه التداعيات بعد أن أقدَمت على هذا العدوان الغاشم".

 

أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلّحة أن "التحالف الدولي لمحاربة داعش موجود ويعمل في العراق ضمن تفويض محدد، ولمهمة محددة وعدو مشترك متفق عليه، وإنّ هذه الاستهدافات تمثل خرقاً خطيراً لهذه المهمة والتفويض، وسيتخذ العراق الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، وما يكفل الأخذ بحق الشهداء الأبطال، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء".

 

وسيتم تشييع جثامين الضحايا الذين راحوا في القصف الأميركي، في الساعة الرابعة من مساء اليوم الأربعاء، في مقر مديرية إعلام الحشد الشعبي في شارع فلسطين بالعاصمة العراقية.

 

يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على استهداف طال قاعدة عين الأسد التي يتواجد فيها قوات أميركية وأجنبية، في محافظة الأنبار، يوم الجمعة الماضي.

 

اغتيال هنيّة وسط طهران

 

خلال تواجده في ضيافة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أعلنت إيران في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بغارة إسرائيلية استهدفته وسط طهران. في عملية قد تؤدي لحرب "بلا حدود" تشعل نيرانها المنطقة.

 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن زعيم حماس إسماعيل هنية قُتل في طهران مع أحد حراسه الشخصيين، إثر تعرض مقر إقامته للقصف من قبل "العدو الصهيوني"، مؤكداً أنه "يجري التحقيق" في الواقعة. وأن "جريمة النظام الصهيوني هذه ستواجه رداً قاسياً ومؤلماً من جبهة المقاومة القوية والضخمة، وخاصة إيران الإسلامية".

 

وحسب وسائل إعلام إيرانية "كان هنية في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران، واستشهد بمقذوف جوي".

 

أكدت "حماس" مقتل رئيس مكتبها السياسي مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران، مشددة أن "الاغتيال لن يمر سدى".

 

وقالت في بيان إنها "تنعى... الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".

 

وصل هنية إلى طهران، أمس الثلاثاء، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. وقد التقى ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

 

وجاءت مراسم أداء اليمين الدستورية، أمس، وسط مخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عقب قصف صاروخي السبت على الجولان السوري الذي "تحتله" إسرائيل، وتحمل تل أبيب مسؤوليته لحزب الله.

 

غضب فلسطيني

 

وعلّق عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، على اغتيال هنيّة بقوله إن "اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى". 

 

كما ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس باغتيال هنية، ووصفه بـ"العمل الجبان" داعياً الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.

 

العراق يؤكد التزامه بدعم القضية

 

أعرب العراق عن إدانته "بأشد العبارات" لعملية اغتيال هنية، في العاصمة الإيرانية، عادّاً العملية "انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة". 

 

ودعا في بيان  صادر عن الخارجية العراقية "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات المتكررة وانتهاك سيادة الدول"،  مجدّداً التزامه بـ "دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

 

حزب الدعوة يشير لحرب بلا حدود

علّق حزب الدعوة الإسلامية العراقي على عملية الاغتيال واصفة أياها بـ "الغادرة والجبانة"، مؤكداً أن "هذا العدوان الإرهابي جعل الحرب بلا حدود، ورفع سقفها وفتحها في كل مكان، فباتت حرباً شاملة، مما يستدعي التعامل معها على هذا الأساس، وأن يكون الرد عليها بمثلها".

 

ودانت روسيا "الاغتيال السياسي" لرئيس المكتب السياسي لحماس واصفة الهجوم ب، "غير مقبول"، كما استنكرت تركيا "الاغتيال الدنيء" معتبرة أنه "يهدف إلى توسيع الحرب في غزة إلى مستوى إقليمي".

 

من جهته، لم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على التقارير بشأن الاغتيال.

 

هل ستحدث الحرب؟ 

 

في الأثناء، نقلت "واشنطن بوست"، عن مسؤول البنتاغون السابق لشؤون الشرق الأوسط بإدارة ترمب، قوله، إنه "من المرجح أن يضطر حزب الله وإيران إلى الرد". 

 

وأضاف: "إذا لم يتغير شيء، فإن مسار الحرب يبدو حتمياً وينبغي بذل كل الجهود الدبلوماسية".

 

 

لافا عثمان

نُشرت في الأربعاء 31 يوليو 2024 10:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.