ينطبق قول إن "المصائب تأتي متوالية"، على "رجب" الرجل الستيني الذي فقد أربعة من أبنائه في حوادث مختلفة متتابعة بغضون خمسة أشهر.
رجب، وهو ستيني من سكان مدينة أربيل، أب لسبعة أولاد، (خمسة ذكور واثنتين إناث)، وجد فجأة أن كل شيء انقلب رأساً على عقب، حيث قبل خمسة أشهر من الآن اندلع حريق بأحد المصافي النفطية على طريق قوشتبة - أربيل، خسر فيه اثنين من أبنائه (أحمد ومحمد) إثر إصابتهما البليغة في الحادث.
وفي حين أنه لا يزال تحت تأثير الصدمة ويعيش حداده على ولديه، خسر الأب المفجوع ابنه الثالث بعد ثلاثة أشهر فقط، حيث لقي الثالث حتفه غرقاً في مياه نهر الزاب الكبير، ما عمّق جرح العائلة أكثر.
فاجعة كبيرة حلّت برجب، الستيني ذو اللحية البيضاء والرأس الأشيب، وباتت تظهر معالم القهر والانكسار واضحة على نفسه المرهقة وجسده النحيل.
ولم يمرّ على الحادثتين الأولى والثانية خمسة أشهر، حتى وقعت حادثة أخرى أثقلت الحمل على الأب المفجوع أكثر فأكثر، حيث أصيب ابنه الأصغر (وليد) بجروح خطيرة في حادث تم على إثره نقله إلى المستشفى، ليرحل بعد أربعة أيام من الحادث، ويعمّق حزن والده المسنّ وعائلته المفجوعة، ويتركهما مع شقيق وشقيقتين في هذه الحياة.
ورغم عظمة الحزن ومرارة الفراق الذي يعاني منه رجب، لم يفقد هذا الرجل إيمانه، فذكر عنه مقربون أنه "عندما أحضر جثمان ابنه الرابع إلى المسجد، أول ما قام به هو السجود شكراً على مصابه، والتضرع لله لمدّه بالصبر".
وهز مصاب رجب الجلل قلوب الناس في إقليم كوردستان، فقلّة هم من لم يسمعوا بالمأساة أو يبدوا تعاطفهم مع الرجل الكوردي الكبير بسنّه وصبره.
وقام زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مسعود بارزاني بزيارة الأب المفجوع ومواساته في عزائه، القائم بأحد مساجد مدينة أربيل، مبدياً "تعاطفاً كبيراً معه"، كما جاء في بيان صادر عن مكتبه.