في أجواء ثقافية نابضة بعوالم الكتب والقرّاء، انطلقت فعاليات مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ"، بدورته الحادية عشر، حيث يقدم المهرجان فرصة فريدة لعشاق القراءة للحصول على كتب متنوعة مجاناً، وسط حدائق أبي نؤاس.
وبينما تتردد حكايات شهرزاد في أرجاء الحدث، يتجول الزوار من مختلف الفئات العمرية بين الكتب، مستمتعين بتصفحها واقتناءها إن أرادوا ذلك، فضلاً عن وجود فعاليات ثقافية أخرى، كالرسم والنحت والموسيقى.
وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها منظمو الفعالية، يصر عامر مؤيد، أحد منظمي مهرجان "أنا عراقي أنا اقرأ"، على أهمية هذا الحدث الثقافي في تقديم فسحة أمل جديدة.
وأشار مؤيد في حديث لـ"الجبال"، إلى أن "المهرجان يمثل فسحة هروب من الواقع الصعب"، كما أن "الهدف منه هو جلب أكثر عدد ممكن من القراء".
ويقول مؤيد إن "المهرجان يواجه صعوبة في الحصول على الدعم المادي، حيث تفضل الجهات الراعية فعاليات أخرى، مثل رعاية مهرجانات تتسم بجانب يبحث عن الشهرة فقط وعرض الأزياء".
ويقدم المهرجان في هذه النسخة، ٤٥ ألف كتاب مجاناً ويستمر لمدة يوم واحد من كل عام، وهو مهرجان يوصف بأنه فريد بمنطقة الشرق الأوسط من ناحية تشجيع الناس على القراءة واقتناء الكتب.
وعن أهمية المهرجان لدى رواده من القراء، أشاد حسين سعدون وهو كتبي معروف بـ"أهمية هذا الحدث الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية ونشر المعرفة".
ويشير سعدون في حديث لـ"الجبال"، إلى أن "أهمية المهرجان تكمن في استمراره"، مبيناً أن "عبارة أنا عراقي أنا أقرأ عبارة عظيمة لأنها ربطت الانتماء بالمعرفة والقراءة"، مضيفاً أن "توزيع الكتب مجاناً يشجع على القراءة ويدفع الناس للمشاركة في هذا الفضاء المعرفي".
وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشغل الناس بأجهزة الهواتف الذكية والشاشات، مبتعدين عن الورق، لا يمكن الرهان إلا على الكتاب وإعادة العلاقة مع الورق بعد سيطرة التقنيات الحديثة، وفق سعدون الذي اعتبر أن "القراءة هي مفتاح التحرر والمعرفة، فالكاتب الجيد هو قارئ جيد بالأساس".
وشملت فعاليات مهرجان "أنا عراقي أنا اقرأ" توقيع كتب لكتّاب وشعراء وفعاليات مختلفة للأطفال، حيث اتسمت هذه النسخة بدعمها لفلسطين، لاسيما من خلال تقديم قراءات شعرية لأربعة شعراء، تعبر عن دعمهم للقضية الفلسطينية.
ويقول على رياض، وهو أحد الشعراء الذين شاركوا في تصريح لـ"الجبال"، إن "المهرجان هو مدعاة فخر بالشباب المثقف الفاعل، ودليل على القدرة على انجاز المشاريع التنموية الضخمة والمؤثرة والمستدامة باستقطاب جمهور كبير جداً في اهتمام لا يندرج ضمن الاهتمامات العامة"، مؤكداً أن "المهرجان تمكن من إخراج فعل القراءة والاحتفاء بها من دائرة النخبة إلى الناس".