بالتزامن مع تصعيد العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، سمع دويّ انفجارات في العاصمة دمشق، جار التحقيق بشأنها.
وأفادت وكالة العربية السورية الرسمية للأنباء "سانا"، ظهر اليوم الخميس، بـ "سماع أصوات انفجارات في محيط مدينة دمشق"، مشيرة إلى أنه "جار التحقق من طبيعتها".
وذكرت سانا أن انفجار وقع في حي المزّة الشهير بالعاصمة السورية قرب دوار السرايا، ناجم عن غارة إسرائيلية. فيما أفادت وسائل إعلام محلية بغارة إسرائيلية أخرى استهدفت مبنى سكنياً في منطقة قدسيا بريف دمشق، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
وقالت سانا إن الانفجاران تسببا بمقتل وإصابة عدد من الاشخاص.
تتكرر الهجمات الإسرائيلية على دمشق ومناطق سورية أخرى مؤخراً، وهي تستهدف قياديين بحزب الله يتخذون من العاصمة السورية مقراً لهم.
وجاء ذلك عقب وقت قصير من إسقاط الدفاعات السورية لطائرة استطلاع مسيّرة جنوب محافظة حمص، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان "يعتقد أنها إسرائيلية".
وصرح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، بأنه "حتى اللحظة الطائرة يعتقد أنها إسرائيلية في منطقة حمص"، لافتاً إلى أنه "قبل فترة جرى إسقاط طائرة للمقاومة الإسلامية في العراق مرت في ذات المنطقة".
وأشار عبد الرحمن إلى "تركيز إسرائيلي في سورية على منطقة القصير جنوب حمص وغرب حمص باتجاه الحدود السورية - اللبنانية"، منوّهاً إلى "إصابة أصيب 15 مقاتلاً من الفرقة الرابعة ومجموعات أخرى، أمس، بالمكان إذ تعتبر منطقة القصير الحديقة الخلفية لحزب الله وبات القوة الضاربة في تلك المنطقة بعد سيطرته عليها عام 2013".
حسب قول مدير المرصد السوري "تشكل القصير والكثير من القرى السورية طرق تهريب السلاح لحزب الله من داخل الأراضي السورية، والاستهدافات أمس كانت لحواجز وجسور وطرقات ترابية وغير ترابية".
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان، اتجهت إسرائيل بمسار مواز لسوريا وركزت استهدافاتها بشكل كبير على منطقة حمص وريفها، خاصة القصير ومحيطها بالقرب من الحدود السورية-اللبنانية. إذ "تعتبر هذه المنطقة موقعاً استراتيجياً لـ (حزب الله) اللبناني، الذي يعتمد عليها لنقل الإمدادات، ما دفع إسرائيل لتكثيف هجماتها الجوية في محاولة لتضييق الخناق على الحزب وقطع طرق إمداده"، حسبما أفا المرصد، "وقد جرى إخراج معبر المصنع الحدودي عن الخدمة بشكل كامل، ومن المستحيل أن يستخدمه حزب الله في إطار تدفق السلاح باتجاه الأراضي اللبنانية".
ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على لبنان في 21 أيلول 2024، استهداف إسرائيل لمنطقة حمص وريفها وتحديداً منطقة القصير (27 مرة)، جميعها كانت جوية. بدأت أولى هذه الاستهدافات في 26 أيلول الماضي، وأسفرت الهجمات عن مقتل 12 عسكرياً (4 من السوريين العاملين مع الحزب، 2 مجهولين، 3 من قوات النظام، و3 من المخابرات العسكرية)، بالإضافة لمقتل 8 من المدنيين. كما أصيب 33 شخصاً بالهجمات الإسرائيلية، 31 منهم من العسكريين و2 آخرين من المدنيين.