قال القنصل العام الإيراني في أربيل، نصرالله رشنودي، إن قرار استخدام الأجواء العراقية في الرد على إسرائيل هو بيد السلطات في إيران، معتبراً أن "علاقات الجمهورية الإسلامية مع إقليم كوردستان بلغت القمّة هذا العام".
وفي مقابلة أجرتها "الجبال"، صرح رشنودي بأن "القضايا الأمنية كانت دائماً مؤثرة على العلاقات بين إيران والعراق وإقليم كوردستان"، مشيراً إلى أنه "تم عقد عدد من الاجتماعات وتشكيل لجنة مشتركة. عقدنا حوالي 21 اجتماعاً للجنة الأمنية مع إقليم كوردستان. وفي عام 2022 تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق بحضور ممثل عن حكومة الإقليم".
وأضاف: "يعمل الجانبان على هذه الاتفاقية الأمنية منذ توقيعها، وقد اتخذت حكومة إقليم كوردستان خطوات جيدة. تم اتخاذ خطوات جيدة، لكنها ليست كافية حتى الآن"، مبيناً أنه "لذلك فإن زيارة الوفد الأمني برئاسة قاسم الأعرجي (مستشار الأمن القومي العراقي) وبحضور ريبر أحمد (وزير الداخلية في حكومة إقليم كوردستان)، يتعلق بهذا وبما تم القيام به حتى الآن". فضلاً عن "قضايا أخرى، كمسألة هجوم النظام الصهيوني على الجمهورية الإسلامية واستخدام الأجواء العراقية".
قال رشنودي إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومسؤولوها ذكروا أنهم سيردون على النظام الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين. هذا حق مشروع لجمهورية إيران الإسلامية في ممارسة حقها، متى وأين؟ ذلك يعتمد على قرار السلطات الإيرانية. أما فيما إذا كانت إيران تريد الاستفادة من العراق أو المجال الجوي العراقي هذا يعتمد على القرارات التي يتم اتخاذها، وليس لدي أي معلومات عنها".
وبالعودة إلى الجماعات المعارضة للنظام الإيراني على الأراضي العراقية، أكد القنصل الإيراني أن "هؤلاء لا يشكلون تهديداً خطيراً لجمهورية إيران، لكن التسبب بعدم استقرار والتحرك من إقليم كوردستان لخلق حالة من عدم الاستقرار على الحدود هو أمر غير مقبول، وفي الحقيقة أن مسؤولي حكومة إقليم كوردستان أيضاً لا يريدون ذلك"، مضيفاً: "نأمل أن تتم معالجة العوامل التي تؤثر على تدمير العلاقات، مثل وجود هذه الجماعات الإرهابية في إقليم كوردستان وغيرها من القضايا المشابهة، من الضروري إيجاد حل لها، ولدى كلا الجانبين النية لإيجاد حل لذلك".
وشدّد رشنودي على أن لدى بلاده النية في "بناء علاقات جيدة مبنية على المصالح المشتركة، مع كل من العراق وإقليم كوردستان"، مبيناً بنفس الوقت أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال قيام تلك الجماعات بحركة وستردّ عليها.
حرب ضد المخدرات
وتطرق رشنودي خلال حديثه إلى نشاط الشبكات الدولية المتاجرة بالمخدرات عبر حدود البلدين الجارين، والمساعي لمواجهة المشكلة بقوله: "قد تكون إيران إحدى الدول الأكثر تضرراً من المخدرات. إننا على الحدود مع أفغانستان، التي تنتج وتصدر أكثر من 90% من المخدرات في العالم"، لافتاً إلى أنه "قدمنا العديد من الشهداء في مكافحة المخدرات. لكن في بعض الأحيان، بسبب طول الحدود والحيل التي يستخدمها تجار المخدرات، قد يتمكنون من الإفلات من مسؤولي الأمن والشرطة لدينا".
وذكر أنه "لو لم تمنع إيران تهريب المخدرات ولم تقدم الشهداء بهذه الطريقة، ربما تكون هذه المواد قد ملأت أوروبا بأكملها وبلدان المنطقة. مع ذلك، لا يمكن القول إننا نستطيع إيقاف هذا الأمر بنسبة 100% وبشكل كامل. إيران دولة كبيرة وبعض القضايا قد تساعد البعض في التسلل إلى إقليم كوردستان وأماكن أخرى"، مستدركاً بأنه "نتخذ أشد الإجراءات ضد تجار المخدرات".
وأشار رشنودي إلى "وجود 150 سجيناً إيرانياً في إقليم كوردستان، بعضهم قد يكون له علاقة بالمخدرات"، موضحاً أن "هناك اتفاقيات بين طهران وأربيل بشأن هؤلاء السجناء تنظم الإجراءات لنقلهم إلى بلادهم وليس إطلاق سراحهم. أي "نقلهم من الإقليم إلى إيران، ليقضوا بقية عقوبتهم. والشيء الجيد الوحيد في هذا الأمر هو تسهيل وصول عائلاتهم إليهم في حال أرادوا زيارتهم".
نمو العلاقات الاقتصادية
من جانب آخر، أشاد القنصل العام الإيراني في أربيل بالتعاون الإيجابي لإقليم كوردستان مع بلاده خلال فترة تسنمه لمنصبه على طول خمسة أعوام، التي شهدت تحديات كبيرة أبرزها نتشار فيروس كورنا، مبيناً أن إقليم كوردستان أبقى حركة المرور على الحدود مفتوحة "ما انعكس بشكل إيجابي على الجوانب الاقتصادية"، لقد شهدت الفترة المذكورة نمواً بالعلاقات الاقتصادية حسب قوله إذ عمل الجانبان على فصل الملفات الاقتصادية عن المجالات الأخرى، ومواصلة السعي لتوسيع وتنمية العلاقات الاقتصادية، وإزالة التحديات المعيقة لمسار هذه العلاقات.
وقال إن "علاقاتنا بلغت القمة في العام الحالي".
وبحسب قول رشنودي حققت التبادلات التجارية والاقتصادية بين كوردستان وإيران نمواً بنسبة 15-16%، خلال العام 2024، مشيراً إلى "دور مؤثر لحكومة إقليم كوردستان في تحقيق ذلك".
وأكد دعم الجمهورية الإسلامية لإقليم كوردستان في تحقيق الاستقرار، مبيناً أن استقرار الإقليم العراق بشكل عام كدولة جارة مهم بالنسبة لبلاده، لافتاً إلى أنه "لذلك، لقد بذلت هذه الجهود في مراحل مختلفة، واليوم أيضاً نحن على استعداد لتقديم المساعدة بنفس الشكل حيثما كانت ضرورية".
وأردف: "قلنا ذلك سابقاً ونؤكده الآن سنكون في خدمة الأصدقاء في حال تطلب ذلك"، منوهاً أنه "من المهم بالنسبة لنا حقاً أن تكون حكومة إقليم كوردستان مستقرة. وفي الواقع، كانت إدارة الانتخابات وأمنها والجدول المعد لأجلها أمراً جديداً جداً بالنسبة لنا. لقد شهدنا انتخابات سابقة، وهذه المرة كانت الحملات الانتخابية لافتة للغاية، لكن الأهم من ذلك كله هو أمن الانتخابات كان ذلك جيداً جداً وجديراً بالثناء".