الفصائل مستعدة لكن القرار ليس بيدها.. ما خطورة استقبال العراق لقادة حماس بعد خروجهم من قطر؟

6 قراءة دقيقة
الفصائل مستعدة لكن القرار ليس بيدها.. ما خطورة استقبال العراق لقادة حماس بعد خروجهم من قطر؟ هل تخرج حماس من قطر لتدخل العراق؟ (الجبال)

مع زيادة الأنباء والتصريحات والتسريبات التي تشير إلى خروج قادة حركة حماس ومكتبهم السياسي من قطر، بطلب أميركي، تتزايد معها التكهنات بإمكانية استقبال العراق لقادة الحركة التي تخوض منذ عام حرباً مع "إسرائيل" في قطاع غزة.
 
 
وبينما علّقت فصائل عراقية مسلحة، السبت 9 تشرين الثاني 2024، على هذه الأنباء، أكدت ترحيبها باستقبال قادة الحركة، معطية الحكومة خيار الموافقة على ذلك، حذّر متخصصون من خطورة هذا الاستقبال المفترض، رغم عدم وجود حديث رسمي بذلك.
 
 
ودخلت دولة قطر في سياق المفاوضات رفقة مصر والولايات المتحدة الأميركية، مقابل حركة حماس و"إسرائيل"، منذ اندلاع الحرب على غزة، بهدف الوصول إلى صفقة لإخراج الرهائن في القطاع، ووقف الحرب، لكن قطر قد تنسحب من تلك المفاوضات، كما أشارت الأنباء اليوم.

 

وكشف مصدر دبلوماسي، في وقت سابق من اليوم، عن انسحاب قطر من المفاوضات في غزة. وقال مصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن قطر تعتبر إنه "ليس هناك سبب لوجود" مكتب حماس في الدوحة.

 

 

أنصار الله: ندعم استقبال حماس

 
 
وعلقت حركة أنصار الله الأوفياء، إحدى الفصائل المسلحة في العراق، السبت، على إمكانية استقبال حركة حماس وقياداتها في العراق، مؤكدة دعم هذا الخيار.
 
 
وقال القيادي في الحركة علي الفتلاوي، في حديث لـ"الجبال"، إنه "لا يوجد أي شيء يمنع العراق من استقبال حركة حماس وغيرها من الحركات السياسية العالمية، فهذا الشأن يخص العراق وهو بلد ذو سيادة ولا يمكن لأي دولة سواء أميركا أو غيرها على الاعتراض على إذا أراد العراق ذلك".

 

وأبلغ المسؤولون الأمريكيون نظراءهم القطريين قبل حوالي أسبوعين بضرورة التوقف عن منح حماس ملجأ في عاصمتهم، ومن جانبها، وافقت قطر وأخطرت حماس قبل حوالي أسبوع، وفق شبكة CNN.

 

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـCNN إن "حماس جماعة إرهابية قتلت أميركيين وتستمر في احتجاز رهائن أميركيين، وبعد رفض المقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن، لم يعد من الممكن الترحيب بقادتها في عواصم أي شريك أميركي

 
وأوضح الفتلاوي، أن "العراق موقفه واضح بدعم القضية الفلسطينية وكذلك المقاومة الفلسطينية على المستوى الحكومي والسياسي والشعبي، لكن فتح هكذا مقرات من صلاحيات الحكومة العراقية، ونحن بالتأكيد ندعم هذا الأمر وجاهزون لاستقبال حماس وغيرها من حركات المقاومة، إذا كانت هناك موافقات رسمية بذلك"، مستدركاً بالقول: "لغاية الآن لا توجد هكذا موافقات، كذلك لا يوجد شيء رسمي حول نية حقيقية لانتقال حماس إلى العراق بعد قطر".
 
 

كتائب سيد الشهداء: تركيا أقرب

 
القيادي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، قال إن الدعوة ليست جديدة وتركيا قبل فترة ذهبت بهذا الاتجاه.
 
 
وأشار في حديث لمنصة "الجبال"، إلى أن "حماس تتوجه لجذورها هي من تتولى وتشير وأقصد التبعية المرجعية الدينية لحماس، ولذلك أحد أماكنها كانت مصر لأنها منبع الأخوان المسلمين وموضوع الأخوان مصري بجذوره، وبعد ذلك تركيا، واستقرت في قطر".
 
 
وتساءل: "لماذا لم تمارس قطر نفس الأسلوب والضغط على حركة طالبان على اعتبار هي من تدير ملف طالبان في أفغانستان وتخوض مفاوضات مؤثرة مع الأميركيين وهي الآن تفاوض على قضية الأسرى بمشاركة مصر".
 
 
وعن سؤال إذا ما كان العراق يرحب بحماس، قال إن "الحكومة هي من تجيب عن هذا السؤال وهي بوضع يسمح لها، وإذا  ما أردنا كسر المشروع الطائفي في المنطقة فالعراق سيساهم بذلك إذا لجأ الأخوان في حماس إلى العراق"، مؤكداً أن "الحكومة العراقية دخلت على أكثر من ملف وسيطاً، مثل ملف ايران وملف سوريا، وبتقديري أن الحكومة في وضع يسمح لها تدخل على خط المفاوضات وخط التهدئة وغيره".
 
 
وأوضح أن قطر والسعودية دخلتا على خط الأزمة في أوكرانيا وفي أرمينية وحتى خط الأزمة في فنزويلا، والعراق إذا أراد أن يعود للساحة العالمية ربما يتبنى هذا الموضوع"، مؤكداً أن "العراق والدول العربية لم توقع على كون حماس حركة إرهابية وقانون جامعة الدول العربية وبنود منظمة المؤتمر الإسلامي يجيز للعراق والدول العربية ذلك، وتستطيع حركة حماس الدخول إلى الدول العربية والعالمية بانسيابية لأنها لم تصنف كمنظمة إرهابية، باستثناء مصر بسبب حساسية الأخوان المسلمين وأيضًا باسثتناء السعودية من أيام حسن البنا وقد حظرت المملكة عمل وتواجد الأخوان المسلمين من أيام الملك المؤسس". 
 
 
وأضاف القيادي في كتائب أبو آلاء الولائي، بحديثه، أن "هناك موضوع آخر وهو إن إدارة الأخوان المسلمين أصبحت في يد تركيا، والوجهة الواضحة لحماس هي تركيا وليس في العراق"، بسبب وجود "خصوصية لتركيا".
 
 

الحكومة لن تقبل

 
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية عصام الفيلي، وجود خطورة كبيرة على العراق في حال وافق على نقل قادة حركة حماس إلى أراضيه خلال المرحلة المقبلة.
 
وقال الفيلي، في حديث لـ"الجبال"، إن "فتح مكاتب رسمية لحركة حماس في العراق غير ممكن، خاصة أن العراق أعلن بأنه لن يكون جزءاً من ساحة المواجهة وهذا الأمر متعلق بنتائج الأحداث وتداعياتها الأخيرة خاصة بعد فوز ترامب بالانتخابات الأميركية".
 
وأشار الفيلي، إلى وجود "إجماع من قبل ائتلاف إدارة الدولة بالسعي إلى التهدئة وإبعاد العراق عن أي مشاكل إقليمية ودولية، ولهذا بالتأكيد سيكون هناك رفض سياسي لفتح أي مقرات رسمية لحركة حماس في العراق".
 
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: "إذا كانت هناك خطوات فعلية لنقل حركة حماس وقادتها إلى العراق، فستكون هناك اتصالات أميركية تحذيرية للعراق من هكذا خطوة".
 
وختم الفيلي بالقول، إن "فتح أي مقرات خاصة إذا ما كانت معسكرات في العراق فسوف تصطدم بإجراءات أميركية تتجاوز حماس وتشمل العراق، وهذا موجود في حسابات الحكومة العراقية، ولهذا لا نعتقد هناك أي نية عراقية بالقبول على تواجد حماس في العراق".
الجبال

نُشرت في السبت 9 نوفمبر 2024 07:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.