رئة العراق الاقتصادية تسجل 15 حالة انتحار شهرياً.. الفقر يدفع إلى الموت في البصرة الغنية

3 قراءة دقيقة
رئة العراق الاقتصادية تسجل 15 حالة انتحار شهرياً.. الفقر يدفع إلى الموت في البصرة الغنية

في جنوب العراق، حيث المحافظة التي تعتبر رئة البلاد الاقتصادية، تسجل السلطات والمراكز الحقوقية مفارقة واضحة، إذ أن البصرة، بما فيها من الثروات، تسجل ارتفاعاً ملحوظاً بعدد حالات الانتحار خلال الأشهر العشرة الأخيرة، بسبب الفقر، وذلك مقارنة بالعام الماضي. 

 

وتحدثت "الجبال"، مع مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، حيث أشار إلى أن "هذا الارتفاع بلغ نسبة 70% مقارنة بالعام الماضي، محذراً من "تداعيات تصاعد الحالات، حيث تجاوزت 150 حالة، بمعدل 15 حالة شهرياً". 

 

وأبرز الأسباب التي تقف وراء هذه الحالات "تتعلق بتفاقم ظاهرة الفقر حيث أن أكثر من 40% من حالات الانتحار كانت تتعلق بأفراد يواجهون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية"، بحسب التميمي الذي يضرب مثالاً ببعض الأفراد الذين "يتلقون رواتباً شهرية تصل إلى مليون دينار، وهم يعيلون أربعة على الأقل من أبنائهم، لكن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وفي ظل غلاء المعيشة، نجد هذا الشخص فقيراً".

 

لكن الفقر ـ والكلام للتميمي ـ "لا يقتصر فقط على دفع الأفراد نحو الانتحار، بل يساهم أيضاً في زيادة معدلات الجريمة وتعاطي المخدرات، التي باتت تشكل آفة مدمرة في المجتمع بالإضافة إلى الافكار الدينية المنحرفة التي قد يكون لها دور في بعض الحالات، إلا أنها لا تشكل سوى 5% من مجموع الحالات المسجلة".

 

محافظة البصرة والتي تعد ثالث محافظة من الناحية السكانية، تضم أكبر حقول النفط في العراق أبرزها، حقل الرميلة والذي يعد واحداً من أضخم الحقول على مستوى العالم ويشكل إنتاجه نحو 40% من إجمالي النفط في العراق، فضلًا عن الحقول النفطية الأخرى، إذ يبلغ إنتاج حقل الرميلة 1.4 مليون برميل في اليوم، وحقل غرب القرنة 1 ينتج 560 ألف برميل في اليوم، وحقل غرب القرنة 2 ينتج 500 ألف برميل في اليوم وحقل الزبير ينتج 220 ألف برميل في اليوم وحقل مجنون ينتج 450 ألف برميل في اليوم وحقل اللحيس ينتج أكثر من 140 ألف برميل في اليوم، وحقل نهر عمر ينتج أكثر من 40 ألف برميل في اليوم.

 

وتدّعي وزارة الصحة خلال تصريح سابق عبر المتحدث الرسمي باسمها، سيف البدر، أن "حالات الانتحار في العراق لا تزال أقل من المعدلات العالمية، ففي عام 2017 سجلت 178 حالة انتحار وفي العام 2018 سجلت 306 حالة انتحار، فيما سجلت 316 حالة انتحار في العام 2019، لتقل في عامي 2020 بـ233 حالة انتحار، فيما ارتفعت في العام 2021 نتجية ظهور وباء كورونا بـ364 حالة انتحار لكن القفزة كانت بـ 511 حالة انتحار في العام 2022. 

 

وبحسب مختصين، فإن الأسباب المؤدية للانتحار "نفسية بنسبة تتراوح ما بين 45% الى 50% يضاف إلى ذلك أسباب اجتماعية وأسرية واقتصادية، هذا إلى جانب الأسباب المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المختلفة".

الجبال

نُشرت في الخميس 7 نوفمبر 2024 11:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.