قال الأكاديمي الأميركي المختص بالسياسة والعلاقات الدولية، أدموند غريب، إن الانتشار العسكري والسياسة الاميركيتين سيستمران في منطقة الشرق الأوسط سواء بفوز الديمقراطية كاميلا هاريس أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مشيراً إلى "احتمال وقوع حرب بين الصين والولايات المتحدة عام 2025".
وأشار غريب في مقابلة أجراها مع منصة "الجبال"، اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع انطلاق التصويت لانتخابات الرئاسة الأميركية، إلى أهمية العملية الجارية واختلافها عما سبقها، قائلاً إن "الانتخابات الأميركية تختلف في هذه الدورة، فهي مهمة وغير اعتيادية لأن الشعب الأميركي مقسّم الآن وهناك استقطاب بينهم، وهي تحدّد مصير السياسة التي تتبعها أميركا خلال السنوات الأربع المقبلة حيال ملفات تحظى باهتمام عالمي منها الحرب في أوكرانيا، والحرب في غزة ولبنان، والتوترات مع الصين"، مضيفاً: "في الداخل الأميركي أيضاً، توجد مواضيع مهمّة جداً بالنسبة للأميركيين، تضفي أهمية لهذه الانتخابات، أولها الملف الاقتصادي الذي يتفاعل معه الأميركيون بشكل كبير، إذ شهدت البلاد ارتفاعاً في مستويات التضخم، وزيادة في أسعار الغذاء والوقود ومواد أخرى، وهذا تحدي اقتصادي يعاني منه عدد كبير من الأميركيين".
وهذا فضلاً عن "مسألة الهجرة غير الشرعية التي تجسد مسألة مهمة في البلد، في حين يتم الحديث عن وجود 11 مليون مهاجر غير شرعي بالبلد وآخرون يتحدثون عن ضعف العدد، ودونالد ترامب وعد بإعادة غالبتهم إلى بلادهم"، وفقاً لغريب الذي ذكر أن "الانتخابات ترتبط أيضاً بموضوع التغيرات المناخية أيضاً التي يهتم بها الديمقراطيون بشكل أكبر".
وعن مدى تأثير النتائج على منطقة الشرق الأوسط، أوضح غريب أن "هناك اختلافاً بين الجانبين حول هذه المسألة، لكن كلا المرشحين تجاهلا بعض المواضيع في هذا الإطار مثل استياء الفلسطينيين من ممارسات الجيش الإسرائيلي ودعمهم المعلن لإسرائيل عسكرياً ودبلوماسياً. لقد شهدنا في بعض الولايات الأميركية التي تضم مواطنين مسلمين وعرب عبروا عن قلقهم مما يحدث في الشرق الأوسط، ومن المتوقع عزوف عدد كبير ممن في ولاية ميتشغان عن المشاركة بالانتخابات بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم. هناك انقسام بين المجموعات"، مستدركاً بأنه "تاريخياً، فإن غالبية المسلمين والعرب يصوتون لصالح الديمقراطيين وهم يحاولون جذب الناخبين لمنحهم الأصوات من جديد، وأعلنت هاريس بعد ترشحها رسمياً الرغبة في إحداث تغيير جذري في الدعم لإسرائيل. بالمقابل تمكن ترامب حسب مقربين منه من الوصول إلى الجمهور العربي بالبلد، وقد زار قبل أيام ميتشيغان عاصمة المسلمين في أميركا والتقى رجال دين هناك، و60% من المسلمين يساندون دونالد ترامب مقابل هاريس".
وبحسب غريب، فإن الولايات المتحدة ستستمر بإبقاء قوتها العسكرية وسياستها في المنطقة بغض النظر عن من سيفوز بهذه الانتخابات، "لن يحدث أي تغيير جذري في هذا المسار، لكن مع ذلك لقد ذكر ترامب أنه يريد أن يبتعد عن الحرب، ويحل السلام في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى من العالم، ومن المهم ذكره أن أكثر القادة العسكريين والسياسيين يتوقعون حدوث مواجهة مع الصين. ونحن نشهد حركة لقوات عسكرية أميركية تعود إلى قواعدها في الفيلبين ومحيطها"، مردفاً "من المتوقع حدوث حرب في عام 2025 بين أميركا والصين".