أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، الأربعاء 30 تشرين الأول 2024، تراجع عدد المجاميع المسلحة في العراق التي تحاول الدخول في حرب من 13 إلى مجموعتين أو ثلاث، متحدثاً عن خسائر إيقاف تصدير النفط من كوردستان، ومستقبل القوات الأميركية في الإقليم.
جاء ذلك خلال مشاركته في إحدى جلسات ملتقى "ميري 2024" القائم في أربيل، قدم خلالها رؤيهة للتطورات السياسية والحرب في الشرق الأوسط، وكذلك الانتخابات في إقليم كوردستان، والعلاقة مع بغداد.
وقال بارزاني إن "الأخوة في بغداد ساعدونا كثيراً في إجراء الانتخابات، من رئيس الوزراء إلى رئيس السلطة القضائية ورئيس المحكمة الاتحادية والبرلمان. وكان من المهم إجراؤها بسبب منحها الشرعية لمؤسسات كوردستان. وإذا ما قارنا هذه الانتخابات مع سابقاتها نلاحظ تطور العملية الديمقراطية في كوردستان".
وأضاف: "أجرينا الانتخابات، ويجب أن نعمل على ما ينتظرنا وهو أكبر بكثير مما مضى. وتستطيع المعارضة أن تلعب دورها في البرلمان وأن تساعد الحكومة في دورها الرقابي"، مبيناً أن "جميع القوى السياسية أمام امتحان كبير بعد منح 72% من الناخبين ثقتهم لهذه القوى".
وعن الأقاويل المطروحة حول ذهاب القوى السياسية في إقليم كوردستان إلى تقسيم الإقليم إلى إدارتين، ذكر نيجيرفان بارزاني أنه "إذا مانظرنا ألى العملية السياسية والانتخابات، نلاحظ أنه ظهرت أقاويل كثيرة حول إجراء الانتخابات ونتائجها لكن لم يحدث شيء من ذلك. نحن لن ننقسم إلى إدارتين، وإقليم كوردستان لديه إطار قانوني وفق الدستور العراقي والآن هو الوقت المناسب لإيجاد نموذج مناسب لحل المشاكل مع بغداد، وذلك يحدث عندما يكون بيتك منظماً من الداخل، بوجود حكومة قوية فاعلة لكي تجد آلية فاعلة للتعامل مع بغداد".
وأوضح رئيس الإقليم، رداً على سؤال إذا كان يمكن أن تشكل الحكومة من الديمقراطي الكوردستاني فقط أو الاتحاد الوطني بالقول: "كلا. إن فاعل القوة في كوردستان معلوم، هناك من زاد عدد مقاعده أو قلّ. حاولت أن أصل لك ذلك بشكل دبلوماسي عبر الحديث عن الأرقام".
وأضاف: "هناك تغييرات تطرأ على المنطقة، وعلى القوى السياسية أن تجلس مع بعضها للتفاوض من أجل تشكيل الحكومة بأسرع وقت"، مبيناً أن "الأحزاب السياسية بدأت بالتشاورات ولا نعلم شيئاً عن شكل التحالفات، لكن هناك أرقاماً تتحدث والأرقام تشير إلى تشكيل حكومة ائتلافية".
التعامل مع بغداد
وعن التعامل مع الحكومة في بغداد، وصفه بارزاني بأنه "ليس تعاوناً فيدرالياً بل مركزي، نحن نقول إن نظامنا فدرالي لكن المحتوى ليس فيدرالياً. وتحدثت بهذا الخصوص صراحة مع الأخوة في بغداد. وقلت إذا ما أردنا حل المشكلة بين بغداد وأربيل وأن يعيش العراق في سلام مع شعبه وأن يتمتع بوضع آمن سياسياً، فالمفتاح هو حل المشاكل مع إقليم كوردستان"، مشيراً إلى "ضرورة تشكيل الحكومة في كوردستان بأقرب وقت لبدء الحوار مع بغداد لحل مشاكل الميزانية، المادة 140، ومشاكل كثيرة أخرى".
وقال بارزاني إن "ما حدث في الماضي ناجم عن خطأ بدر من الجانبين الإقليم وبغداد"، وإن "مستقبل العراق يحتم علينا أن نجد نموذجاً يحظى بموافقة الطرفين"، موضحاً أن "هناك مسؤوليات قانونية وأخلاقية تقع على عاتقي كرئيس لإقليم كوردستان وسوف أمارس هذه الصلاحيات وأبذل الجهود لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن"، وأن "الوضع السابق الذي ساد الإقليم سابقاً لا يجب أن يستمر".
النفط والرواتب
وأوضح رئيس إقليم كوردستان أن مسألة رواتب موظفي إقليم كوردستان مهمة للغاية وتشكل أولوية لدينا، وعقدنا اجتماعات عديدة مع رئيس الوزراء العراقي بشأن الأمر، مبيناً أن "المحكمة الاتحادية ورئيس الوزراء أكدا التزامهما بمسالة الرواتب وبذل جهوداً جدية لحلها".
وأكد أن "بعض الأطراف ترى مسألة النفط كموضوع سياسي، لكن نحن لم ننظر إلى موضوع اقتصادي"، مبيناً أن "تركيا أجازت لنا تصدير هذا النفط، وهي لم تستفد من هذا الموضوع، وهم ساعدوا العراق وإقليم كوردستان في ذلك. وبعنا النفط لشركات عالمية وكانت هناك شركات تشتري هذا النفط، والوضع الموجود الآن بمنع تصدير النفط من تلك الأنابيب يضر بالعراق بشكل أكبر، وهو خسر حتى الآن 15 مليار دولار بسبب وقف تصدير نفط كوردستان ويمكن أن يكون الرقم أكبر من ذلك".
وعن اختلاف أسعار البيع، قال نيجرفان بارزاني إن "العقود الموجودة في العراق هي عقود خدمية، مثلاً في القيارة لإنتاج كل برميل نفط حددت الشركات سعر 36 - 37 دولاراً أما لإقليم كوردستان فحدد 20 دولاراً فقط لكل برميل"، مشيراً إلى أن "المسألة متوفقة على هذا الرقم. وأطلب من بغداد أن تفكر في الأمر بشكل صحيح وبعقلانية وكموضوع اقتصادي وليس سياسياً، لترى أين كسب العراق وأين خسر".
وطرح رئيس الإقليم حلاً أمثل من وجهة نظره للمشكلة، وهو أن "يتم تصدير نفط إقليم كوردستان مرة أخرى كنفط العراق عبر الأنابيب إلى الخارج. وتركيا ليست لديها مشكلة بل المشكلة في بغداد وفي مجلس النواب العراقي".
الحرب في الشرق الأوسط
وعن الحرب الدائرة في المنطقة أكد نيجيرفان بارزاني أن "هنالك حرباً كبيرة في المنطقة، وما يهم بالنسبة لإقليم كوردستان هو بالتنسيق مع بغداد أن نسعى بكل ما يمكن لأن لا يصبح الإقليم والعراق جزءا من هذه الحرب، لأن العراق لديه ما يكفيه من المشاكل، ونحن كجزء من العراق نسعى ألّا صبح جزءاً من الحرب".
وعن نشاط الفصائل المسلحة، أكد نيجيرفان بارزاني أنه "في السابق كانت هناك 12 أو 13 مجموعة، والآن لم يبق منها سوى 2 أو 3 مجموعت تحاول جر العراق إلى دائرة الحرب، والعراق ليس من مصلحته أن يصبح جزءاً من الصراع. ومن واجب رئيس الوزراء كقائد عام للقوات المسلحة أن يبعد العراق عن الحرب وعلى جميع القوى مساعدته في ذلك".
وقال إن "التحالف الدولي برئاسة أميركا، ساعد كثيراً في مواجهة الإرهاب، ويجب أن نكون ممتنين لقوات التحالف التي ساعدت العراق وإقليم كوردستان بالأيام الصعبة. وهي لم تأت بالقوة لتفرض نفسها بل بطلب من العراق لمساعدته".
وأضاف: "مرت 10 سنوات ومن الطبيعي أن يراجع العراق كبلد صاحب سيادة مساره ويقيم ما الذي يحتاج إليه، فالوضع مختلف ألآن وأصبح أفضل مما كان عليه عام 2014 من الناحية الأمنية والاقتصادية، وهذا تطور كبير. نحن كإقليم كوردستان نرى أن داعش لم ينتهي ولا يزال باقياً ويمثل تهديداً لأمن العراق وإقليم كوردستان".
وتابع: "نرى أن العراق ما زال بحاجة إلى مساعدة الخارج وخصوصاً أميركا التي قادت هذا التحالف، لكن إذا كان العراق يريد أن يحول العلاقات إلى ثنائية فذلك ليس خطأ. نحن كإقليم كوردستان لم نطلب من أميركا أن تحول قواتها إلى الإقليم بعد عام 2026، لكن هذا القرار يصدر في إطار الاتفاقية والمناقشات الاستراتيجية بين العراق وأميركا وإقليم كوردستان وهو جزء من هذه العملية ولا يبحث هذا الموضوع من طرف واحد".
ولفت رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى أن "القوات التي ستتواجد في إقليم كوردستان، سيكون واجبها مساعدة العراق في محاربة تنظيم داعش، ولا نرى بوجودها أي تهديد لإقليم كوردستان".