بعد أزمة السكن التي شهدتها محافظة النجف في السنوات الأخيرة، قررت هيئة الاستثمار إعطاء فرص استثمارية لبناء "مجمعات سكنية واطئة الكُلفة" لتتناسب مع الدخل المتوسط للمواطنين وبالأقساط، لكن هذه المجمعات فاقمت الأزمة عبر استغلالها من قبل رؤوس الأموال والمتنفذين وأصحاب مكاتب العقار عن طريق ما يسمى بـ"التطلوعة".
ويقوم العديد من المتنفذين وأصحاب رؤوس الأموال باستغلال المبلغ الزهيد لما يسمى بـ"مقدمات القسط"، ويحجزون عشرات ومئات المنازل قبل أن يتم بناؤها بمقدمة لا تتجاوز العشرة ملايين للمنزل الواحد، وبعد أشهر قليلة يبيع هؤلاء "الوصل" الخاص بالحجز بمبالغ كبيرة تتراوح من خمسين إلى مئة مليون، وفي بعض المجمعات تجاوز سعر "الوصل الواحد" المئتين وخمسين مليون، وهذه المبالغ هي ليست من ضمن سعر المنزل، بل تُسمى "التطلوعة"، أي خارج الحساب.
والتقت "الجبال"، بمجموعة من المواطنين لكشف الأمر، حيث قال محمد الغالبي، إنه "كنا نظن أن المجمعات السكنية ستعالج أزمة السكن لكن بالحقيقة أنها عالجت أزمة الفاسدين المالية، حيث أن هنالك العديد من الأشخاص يستغلون هذه الفرصة لحجز عشرات المنازل وبيعها بعد فترة بما يسمى بالتطلوعة لزيادة وارداتهم المالية".
ويعتبر الصحفي محمد رزاق في حديث لـ"الجبال"، أنّ "التطلوعة من القضايا الخطيرة على المجتمع النجفي، ففي الوقت الذي تعاني منه آلاف العوائل من أزمة السكن نجد أن هنالك من يستغل حاجة الناس ويشتري عشرات المنازل بمقدمة أقل من عشرة ملايين للمنزل الواحد، ثم يبيع وصل الحجز بمبالغ تتجاوز المئة مليون".
الموظف كرار محمد، تساءل بالقول: "إذا أردت أن أسحب قرضاً للأسكان، إلى من أعطي أموال هذا القرض الذي سأبقى طول حياتي أسدد مبلغه للدولة من مرتبي الشهري؛ هل أعطيه لصاحب التطلوعة أم للشركة المُنفذة؟".