كشفت مديرية بيئة ذي قار عن "حالة مقلقة" لمواقع الطمر الصحي في المحافظة، حيث أظهرت معلومات أن 80% من هذه المواقع غير خاضعة للموافقات والشروط البيئية اللازمة.
وأوضح مدير البيئة موفق الطائي، لمنصة "الجبال" أن "هناك 16 موقعاً للطمر الصحي ومحطة وسطية لتجميع النفايات في المحافظة، إلا أن ثلاثة منها فقط حصلت على الموافقات المطلوبة، ما يعني أن غالبية هذه المواقع تعرض صحة المواطنين للخطر".
أشار الطائي إلى أن "الإجراءات المتخذة حيال هذه المخالفات تتضمن توجيه غرامات، وإنذارات، بالإضافة إلى إصدار أوامر إغلاق".
ومن المثير للقلق أن موقع الطمر الصحي في مدينة الناصرية، الذي صدر أمر بإغلاقه من قبل وزير البيئة منذ عام 2019، لا يزال قيد الاستخدام من قبل بلدية الناصرية، وتم رفع دعوى قضائية ضدها.
وفي ظل الأوضاع البيئية المقلقة في ذي قار، يعاني سكان الأحياء القريبة من مواقع الطمر الصحي من مشاكل الروائح الكريهة المنبعثة منها، وفي الناصرية على وجه الخصوص يواجه سكان حي الإسكان الصناعي مشاكل صحية في الجهاز التنفسي نتيجة الحرائق المتكررة التي تنشب في أكوام النفايات.
ويشير المواطنون إلى أن ما يُعرف بـ "النباشة" (جامعو النفايات) يقومون بإشعال النار في النفايات لاستخراج المعادن، وخاصة الألمنيوم، مما يؤدي إلى تصاعد الدخان الكثيف والروائح الكريهة، مبينين أن "هذا الوضع لا يسبب اختناقاً للسكان فقط، بل يعرض صحتهم للخطر".
ويعرب السكان عن قلقهم من استمرار هذه الممارسات غير القانونية التي تفاقم من أزمة التلوث وتدهور البيئة.
بدوره، أكد معاون محافظ ذي قار لشؤون الخدمات، سلامة السرهيد، أن كمية النفايات التي تنتجها المحافظة تتجاوز 7000 طن يومياً، مما يستدعي تكثيف الجهود لإنشاء معامل لتدوير النفايات عبر الاستثمار، والعمل جار بالبحث عن شركات متخصصة في هذا المجال لتفادي الأخطاء السابقة.
هذا يعني أن قرابة ثلثي نفايات المحافظة ترمى في أماكن غير صالحة بيئياً للاستخدام والتخلص منها.