انشغل الرأي العام خلال اليومين الماضيين، بإعلان وزير الشؤون الدينية الباكستاني شودري سالك حسين اختفاء 50 ألفاً من مواطنيه في العراق، فيما جرى الحديث عن مخاوف من مخاطر وجودهم داخل البلاد على الأمن القومي والاقتصاد المحلي على حد سواء.
ولم يعلن الوزير الباكستاني الفترة التي اختفوا فيها داخل العراق، لكن أشار إلى أنهم "دخلوا الأراضي العراقية خلال الزيارات الدينية".
وكانت وزارة العمل العراقي قد حذرت قبل 12 يوماً من استغلال موسم زيارات محرم لدخول العمالة الباكستانية والبنغلاديشية غير الشرعية.
ومنذ مطلع العام الحالي، تلاحق القوات الأمنية العمال الآسيويين في بغداد لا سيما الباكستانيين، بحجو أن دخولهم كان غير شرعي.
وقد أثار الموضوع تساؤلات حول "خطورة وجود هذا العدد الكبير داخل العراق وبصورة غير شرعية"، على المستوى الأمني، والاقتصادي، غير أن المخاوف تتزايد أكثر أمنياً، مع تنامي ظاهرة "العصابات الباكستانية" داخل المدن العراقية، وهو ما قاد منصة "الجبال" لاستعراض سلسلة من "الجرائم والعمليات للعصابات الباكستانية في بغداد وخلال عام واحد فقط."
باكستانيون يهددون مواطنين
بالتزامن مع تصريحات الوزير الباكستاني، أعلنت قيادة شرطة الرصافة في بغداد، الخميس الماضي، بتاريخ (25 تموز 2024) اعتقال 6 باكستانيين يهددون مواطنين.
وذكر بيان للشرطة تابعته "الجبال" أنه "بعد ورود معلومات تفيد بوجود أشخاص من الجنسية الأجنبية وعددهم (6) مستأجري أحد الدور السكنية ضمن منطقة الكريعات (خط سير الزوار) حيث يقومون بتهديد المواطنين وإزعاجهم والتجاوز عليهم".
عصابة باكستانية تخطف مهندساً
بتاريخ (16 تموز الحالي)، تمكنت مفارز الشرطة في بغداد من تفكيك عصاب باكستانية مكونة من 4 أفراد بينهم امرأة، قامت بعملية خطف مهندس من نفس الجنسية.
قيادة عمليات بغداد، أفادت في بيان تابعته "الجبال" أنه "تم اعتقال جميع أفراد "عصابة الخطف" وتحرير المختطف بعد طلب فدية قدرها (4000 دولار) من ذويه، وذلك بالقرب من جسر المصابيح ضمن سريع التاجي بجانب الكرخ وتسليمهم الى الجهات المختصة لإكمال الإجراءات القانونية بحقهم".
شبكة ابتزاز أخرى
أعلنت وزارة الداخلية في تاريخ (3 أيار 2024)، القبض على شبكة خطف وابتزاز من الجنسية الباكستانية في منطقة الرصافة بالعاصمة بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "مفارز من فوج طوارئ بغداد الرصافة الثاني وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى تمكنت من القبض على شبكة خطف وابتزاز مكونة من (12) شخصاً من الجنسية الباكستانية، يقومون بخطف وابتزاز أشخاص باكستانيين ومساومة ذويهم".
عصابة خطف
بعد يوم واحد فقط، وبتاريخ (4 أيار 2024) أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، الإطاحة بعصابة خطف وابتزاز باكستانية في منطقة الشعب ببغداد، مبينة أنها "تخطف أجانب وتساومهم على مبالغ مادية".
وأوضحت المديرية في بيان تابعته "الجبال" أن "العصابة تتكون من (9) متهمين من جنسيات باكستانية كانت تقوم بخطف أشخاص من جنسيات أجنبية أخرى وابتزازهم مقابل مبالغ مالية، وأحيلوا إلى الجهات المختصة أصوليا لإكمال أوراقهم التحقيقية".
الحكم بـ 6 سنوات لباكستانيين
بتاريخ (24 نيسان 2024) أصدرت محكمة جنايات الرصافة، حكما بالسجن لمدة ست سنوات بحق خمسة مدانين عن جريمة خطف وتعذيب اشخاص يحملون الجنسية الباكستانية في بغداد.
وقال إعلام القضاء في بيان تابعته "الجبال" إن "المدانون الخمسة، أربعة منهم يحملون الجنسية الباكستانية فيما كان المدان الخامس عراقي الجنسية، اعترفوا بقيامهم بتصوير المخطوفين اثناء تعذيبهم وارسال مقاطع الفيديو الى أهلهم في باكستان لغرض مساومتهم على دفع فدية مقابل اطلاق سراحهم".
مسلح باكستاني في الأعظمية
ولعل الحادث الأبزر للعصابات الباكستانية داخل العراق، كان في (16 آذار 2024) خلال شهر رمضان، عندما أقدم مسلح باكستاني الجنسية على إطلاق النار على مواطنين خلال حفل إفطار جماعي بالقرب من جامع الإمام أبو حنيفة، في منطقة الأعظمية لكنه لم يُصِب أحداً، فيما جرت ملاحقته واعتقاله في أحد الأزقة، لكنه وأثناء الملاحقة أصاب أحد عناصر الشرطة بطلقٍ ناري.
وبعد القبض عليه، أعلنت وزارة الداخلية، أن التحقيقات مع الباكستاني قادت الأجهزة الأمنية إلى "شبكة مجرمة" في منطقة بغداد الجديدة.
وذكرت الوزارة في بيان تابعته "الجبال" أن " حادث إلقاء القبض على متهم آسيوي الجنسية في منطقة الأعظمية الذي أطلق النار على أحد منتسبي قيادة شرطة بغداد الرصافة قرب جامع أبي حنيفة، بينت التحقيقات أن المتهم الملقى القبض عليه هو أحد أفراد شبكة مجرمة نفذت مجموعة من عمليات السطو المسلح والسرقة مكونة من (5) متهمين".
إلى ذلك، تتهم الحكومة شركات ومكاتب أهلية باستقدام العاملين، وأغلبهم من جنسيات آسيوية وعربية للعمل في العراق، وإدخالهم سوق العمل بأجور تنافس العمالة المحلية.
وتنشط العمال الأجنبية في قطاع الخدمات والتنظيف والإنشاءات والنفط، وأغلبهم من الجناسي الآسيوية، إلى جانب بعض جنسيات أخرى، فيما أطلقت الدوائر المعنية حملة أمنية مكثفة في بغداد والمحافظات لملاحقة لمتابعة وملاحقة العمالة الأجنبية التي دخلت البلاد عبر التهريب.
كان المحلل الأمني، مخلد حازم، أكد في حديث سابق لـ"الجبال"، أن الزائرين الباكستانيين المختفين في العراق قد يكونون بمثابة "قنبلة موقوتة" تنفجر في العراق بأي وقت، مبيّناً أن "ما يحصل قد يكون من الملفات الخطيرة التي تواجه الحكومة العراقية"، ولم يتم التطرق إلى ذلك من قبل الأجهزة الأمنية حتى الآن.
ومع انتشار أنباء تتحدث عن تسرب 50 ألف باكستاني، حاولت منصة "الجبال" التقصي حول الأمر، لكن مراسلها تعرض في حي الشوافع قرب مرقد الإمام علي إلى التهديد من قبل مجموعة من الباكستانيين، أثناء توثيق الانتشار الواضح لهم في أحياء المدينة.