أكد المحلل الأمني، مخلد حازم، أن الزائرين الباكستانيين المختفين في العراق قد يكونون بمثابة "قنبلة موقوتة" تنفجر في العراق بأي وقت، مبيّناً أن "ما يحصل قد يكون من الملفات الخطيرة التي تواجه الحكومة العراقية"، ولم يتم التطرق إلى ذلك من قبل الأجهزة الأمنية حتى الآن.
يوم الخميس الماضي، أعلن وزير الشؤون الدينية الباكستاني، شودري سالك حسين، اختفاء 50 ألف مواطن باكستاني في العراق، خلال زيارات شهر محرم.
وقال المحلل الأمني العراقي بهذا الخصوص، لمنصة الجبال، إنه "لا يوجد ضبط حقيقي لعملية تفويج الزائرين أيام الزيارت. هنالك الكثير من الزائرين يأتون من دول باكستان وأفغانستان وبنغلادش، هدفهم ليس الزيارة، بل الاستيطان في العراق. وهم يحاولون الدخول لإيران عن طريق التهريب، بالتالي هم يتهيأون على الحدود العراقية".
وأضاف أن "الأعداد التي تدخل العراق أيام الزيارات تفوق المليون زائر، بالتالي يصعب على القوات الأمنية السيطرة على الحدود"، مؤكداً أن "هذه الأعداد قد تتزايد بالتدريج داخل العراق".
تعدد سبل للتسلل
أوضح حازم أن "قسماً من الزائرين يأتون بهدف الانخراط في سوق العمالة العراقية، وآخرين قد يأتون عن طريق منظمات وشبكات الاتجار بالبشر التي تدخلهم إلى العراق وبعدها يتم استغلالهم داخل البلد بشتى أنواع الأعمال"، مضيفاً: "قد يكونون جزءاً من أصحاب الجريمة المنظمة، وقد يكونوا جزءاً من المروجين للمخدرات، أو جزءاً من الخلايا النائمة للإرهاب".
الحاجة لضابط أمني
وقدم المحلل الأمني حلاً للمعضلة، بقوله: "هذه المعطيات تدفعنا للقول إن على وزارات الداخلية، والخارجية، والعدل، والسياحة، وضع استراتيجيات وخطط جديدة لعملية إدخال الزائرين، عدم السماح لأي زائر الدخول بدون فيزا رسمية، بالتالي وضع ضابط أمني حقيقي يرافق أفواج الزائرين حين دخولهم الحدود حتى إخراجهم منه بعد انتهاء الزيارة"، مشيراً إلى أن "هذه الأعداد التي نسمع عنها قد تتزايد خلال زيارة ذكرى أربعين الإمام الحسين المقبلة، بسبب عدم إمكانية الأجهزة الأمنية لحد هذه اللحظة من وضع خطط حقيقية، وحصر هؤلاء من خلال مرافقة أمنية لهم".
"يجب أن يكون الدخول عبر الطرق البرية فقط، لدول الطوق العراقي. وعدم السماح لدول أخرى ثالثة تستخدم دول وسيطة لدخول العراق، بالوفود إلا عبر المطارات، ليكون التدقيق الأمني واضح المعالم"، حسب رؤية المحلل الأمني.
قنبلة موقوتة
أكد حازم أنه "لا توجد إحصائيات واضحة المعالم للزائرين المتسللين إلى داخل العراق، لذلك قد نواجه اليوم خطراً جديداً. نحن نتكلم عن 50 ألف شخص وهذا يعادل أكثر من أربع فرق عسكرية، هؤلاء قد يكونون قنبلة موقوتة في أي وقت من الأوقات داخل العراق، وهذا لم يتم التطرق له من قبل الأجهزة الأمنية"، داعياً لإعادة الحسابات في عملية السماح بالدخول ومنح التأشيرات للوافدين من الدول الأخرى إلى العراق.
والخميس، أعلن وزير العمل والشؤون العراقية، أحمد الأسدي، أن وزارته ستبدأ بالتحقيق في أنباء اختفاء تسرب 50 ألف سائح باكستاني بالعراق، والعمل لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
واعتقلت شرطة الرصافة، بعد مدّة وجيزة، ستة أجانب في منطقة الكريعات بجانب الرصافة من العاصمة بغداد، استأجروا منزلاً ضمن "خط سير الزوار" وقاموا بتهديد الأهالي وإزعاجهم.
ومن قبل، ذكر السياسي العراقي مشعان الجبوري، إن ما كشفه وزير الشؤون الدينية الباكستاني عن اختفاء نحو 50 ألف باكستاني في العراق خلال زيارة محرم "يتطلب من الحكومة العراقية التعليق على الأمر لما يمكن أن يشكله هؤلاء من مخاطر على الأمن وتأثير على سوق العمالة".
لكن لم يرد أي توضيح أو تعليق رسمي من أي جهة أمنية بشأن المسألة، حتى الآن.